وقوله (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) أي : أشكالا ، لان الزوج هو الذي معه آخر من شكله ، فالاثنان زوجان.
(وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) معناه : ليس تحمل الأنثى من حمل بولد ، ولا تضعه لتمام أو لغير تمام الا والله تعالى عالم به ، لا أن علمه آلة في ذلك ولا يدل ذلك على أن له علما يعلم به ، لان المراد ما ذكرناه ، من أنه لا يحصل شيء من ذلك الا وهو عالم به.
وقوله (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ) فالعمر مدة الأجل للحياة ، وهو تفضل من الله تعالى على خلقه ، يختلف مقداره بحسب ما يعلم من مصالح خلقه ، كما يختلف الغنى والفقر والقوة والضعف.
فصل : قوله (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) الاية : ١٩.
معناه : لا يتساوى الأعمى عن طريق الحق والعادل عنها. والبصير الذي يهتدي اليها قط ، لان الاول يستحق العقاب ، والثاني يستحق الثواب.
فصل : قوله (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) الاية : ٣٢.
الاصطفاء الاختيار بإخراج الصفوة من العباد.
ومعنى الاية أن الله تعالى أورث علم الكتاب الذي هو القرآن الذين اصطفاهم واجتباهم واختارهم على جميع الخلق من الأنبياء المعصومين ، والائمة المجتبين الذين لا يجوز عليهم الخطأ ولا فعل القبيح لا صغيرا ولا كبيرا ، ويكون قوله (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) راجعا الى عباده.
وتقديره : فمن عبادنا ظالم لنفسه ، ومن عبادنا مقتصد ، ومن عبادنا سابق بالخيرات لان من اصطفاه الله تعالى لا يكون ظالما لنفسه. ولا يجوز أن يرجع الكناية الى الذين اصطفينا.