الْعَذابُ).
وقوله (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) فالصهر الاذابة ، والمعنى يذاب بالحميم الذي يصب من فوق رؤوسهم ، قال الشاعر :
تروي لقى ألقى في صفصف |
|
تصهره الشمس فما ينصهر (١) |
فصل : قوله (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) الاية : ٢٥.
معناه : سواء فيه بالنزول فيه. وقال مجاهد : معناه انهم سواء في حرمته وحق الله عليهما فيه.
واستدل بذلك قوم على أن أجرة المنازل في أيام الموسم محرمة. وقال غيرهم : هذا ليس بصحيح ، لان المراد به سواء العاكف فيه والبادي فيما يلزمه من فرائض الله فيه ، فليس لهم أن يمنعوه من الدور والمنازل فهي لملاكها ، وهو قول الحسن.
فصل : قوله (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً) الاية : ٢٦ ـ ٢٧.
قوله (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) يعني : من عبادة الأوثان. وقيل : من الأدناس. وقيل : من الدماء والفرث والأقذار التي كانت ترمى حول الكعبة ويلطخون به البيت إذا ذبحوا.
(لِلطَّائِفِينَ) يعني حول البيت (وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) يعني : طهر حول البيت للذين يقومون هناك للصلاة والركوع والسجود ، فقال عطاء : والقائمين في الصلاة ، وقال : إذا طاف فهو من الطائفين ، وإذا قعد فهو من العكف وإذا صلى فهو من الركع السجود.
__________________
(١). اللسان «صهر».