وقوله (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) نصب على البدل من كافورا. ويجوز أن يكون على تقدير ويشربون عينا. ويجوز أن يكون نصبا على الحال من مزاجها قال الفراء : يشربها ويشرب بها (١) سواء في المعنى.
والوفاء بالنذر هو أن يفعل ما نذر عليه ، فالوفاء إمضاء العقد على الامر الذي يدعو اليه العقل ، ومنه قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (٢) الصحيحة ، لأنه لا يلزم أحدا أن يفي بعقد فاسد ، وكل عقد صحيح يجب الوفاء به.
القمطرير الشديد في الشر ، وقد اقمطر اليوم ويوم قمطرير وقماطر كأنه قد التف شر بعضه على بعض ، قال الشاعر :
بني عمنا هل تذكرون بلاءنا |
|
عليكم إذا ما كان يوما قماطر |
وقد روت الخاصة والعامة أن هذه الاية نزلت في علي وفاطمة والحسن وو الحسين عليهمالسلام فإنهم آثروا المسكين واليتيم والأسير ثلاث ليال.
فصل : قوله (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً. وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) الآيات : ١١ ـ ١٩.
الزنجبيل ضرب من القرفة طيب الطعم لحدو (٣) اللسان ويربى بالعسل ، يستدفع به المضار ، وإذا مزج به الشراب فاق في الالذاذ ، والعرب تستطيب الزنجبيل جدا ، قال الشاعر :
كأن القرنفل والزنجبيل |
|
باتا بفيها واريا مشورا (٤) |
وقوله (عَيْناً) نصب على أنه بدل من الزنجبيل.
__________________
(١). في التبيان : شربها وشرب منها.
(٢). سورة المائدة : ١.
(٣). في التبيان : يلذع.
(٤). ديوان الأعشى ص ٨٥.