الوعد الاخبار بما يتضمن فعل الخير ، ونقيضه الوعيد ، وهو الخبر عن فعل الشر ، وقد يقال : وعدته بالخير ووعدته بالشر ، وأوعدته لا يكون الا في الشر.
وقوله (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) قيل : معناه في مقدار اليوم من أيام الدنيا ، فذكر بالغداة والعشي ليدل على المقدار ، لأنه ليس في الجنة ليل ولا نهار.
فصل : قوله (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) الاية : ٧١.
واختلفوا في كيفية ورودهم اليها ، فقال قوم وهو الصحيح : ان ورودهم وصولهم اليها واشرافهم عليها من غير دخول منهم فيها ، لان الورود في اللغة هو الوصول الى المكان ، وأصله ورود الماء ، وهو خلاف الصدور عنه.
والدليل على أن الورود هو الوصول الى الشيء من غير دخول فيه قوله تعالى (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) (١) وأراد وصل اليه. وقال زهير :
فلما وردن الماء زرقا جمامة |
|
وضعن عصي الحاظر المتخيم (٢) |
والأثاث المتاع. والرئي المنظر ، وهو قول ابن عباس.
فصل : قوله (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) الاية : ٧٦.
زيادة الهدى بايمانهم بالناسخ والمنسوخ.
(الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) هي فعل جميع الطاعات واجتناب جميع المعاصي. وقيل : هي قول «سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولله الحمد».
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أن الباقيات الصالحات القيام آخر الليل لصلاة الليل والدعاء في الاسحار. وسميت باقيات بمعنى أن منافعها تبقى وتنفع أهلها في الدنيا والاخرة ، بخلاف ما نفعه مقصور على الدنيا فقط.
قوله (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) قال قتادة : معناه اتخذ عهدا بعمل
__________________
(١). سورة القصص : ٢٣.
(٢). ديوان زهير ص ٧٨.