والفداء جعل الشيء مكان غيره لدفع الضرر عنه ، ومنه فداء المسكين بالمشركين لدفع ضرر الأسر عنهم. فكذلك فدى الله ابراهيم بالكبش ليدفع ضرر الذبح عنه.
وقوله (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ) يعني : على ابراهيم (فِي الْآخِرِينَ) يعني : أثنينا عليه الثناء الحسن في أمة محمد لأنهم آخر الأمم بأن قلنا (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ).
فصل : قوله (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الآيات : ١٢٣ ـ ١٢٥.
من أضاف أراد به على آل محمد عليهمالسلام ، لان «يس» اسم من أسماء محمد على ما حكيناه.
وقال بعضهم : أراد آل الياس عليهالسلام. وقال الجبائي : أراد أهل القرآن. ومن لم يضف أراد الياس ، وقال : الياسين ، لان العرب تغير الأسماء الاعجمية بالزيادة كما يقولون : ميكائيل وميكائين وفي إسماعيل اسمعين ، قال الشاعر :
يقول أهل السوق لما جينا |
|
هذا ورب البيت اسرائينا |
أي : إسرائيل.
قوله (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) قال الحسن والضحاك وأبو زيد : المراد بالبعل هاهنا صنم كانوا يعبدونه.
والبعل في لغة أهل اليمن هو الرب ، يقولون : من فعل هذا الثوب ، أي من ربه ، وزوج المرأة بعلها ، والنخل والزرع إذا استغنى (١) بماء السماء فهو بعل وهو العذي.
فصل : قوله (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) الآيات : ١٤٠ ـ ١٤٨.
معناه : حين هرب الى السفن المملوءة ، فالآبق الفار الى حيث لا يهتدي اليه طالبه ، يقال : أبق العبد يأبق اباقا فهو آبق إذا فر من مولاه. والآبق والهارب والفار واحد.
__________________
(١). في التبيان : استقي.