أحدهما : أن يجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء ، فيكون فيها اللقاح ، فيقال : ريح لاقح ، كما يقال : ناقة لاقح.
والثاني : أن يصفها باللقح وان كانت تلقح كما قيل : ليل نائم وسر كاتم.
واللواقح التي تلقح السحاب حتى يحمل الماء ، أي : يلقى اليه ما يحمل به ، يقال : لقحت الناقة إذا حملت ، وألقحها الفحل إذا ألقى اليها الماء فحملته فكذلك الرياح هي كالفحل للسحاب.
فصل : قوله (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) الاية : ٢٦.
قيل : في معنى الصلصال قولان :
أحدهما : أنه الطين اليابس الذي يسمع له عند النقر صلصلة ، ذهب اليه ابن عباس والحسن وقتادة.
والثاني : قال مجاهد : هو مثل الخزف الذي يصلصل. وقال الفراء : الصلصال طين الحر إذا خلط بالرمل إذا جف كان صلصالا ، وإذ اطبخ كان فخارا.
والصلصلة القعقعة ، وهو صوت شديد متردد في الهواء ، يقال لصوت الرعد صلصلة وللثوب الجديد صلصلة ، وللثوب الجديد قعقعة ، وأصل الصلصلة الصوت يقال : صل يصل وله صليل إذا صوت ، قال الشاعر :
رجعت الى صدر كجرة حنتم |
|
إذا فرغت صفرا من الماء صلت (١) |
فصل : قوله (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً) الاية : ٢٨.
المراد بالبشر آدم ، وسمي بشرا لأنه ظاهر الجلد لا يرى به شعر ولا صوف كسائر الحيوان.
وأضاف روح آدم الى نفسه تكرمة له ، وهي اضافة الملك لما شرفه وكرمه.
والروح جسم رقيق روحاني فيه الحياة التي بها يجيء الحي ، فإذا خرجت
__________________
(١). اللسان «حنتم».