جعل الله تعالى إعطاء الكتاب باليمين من علامة الرجاء والخلاص وأن من أعطي كتابه باليمين تمكن من قراءة كتابه وسهل له ذلك ، وكان فحواه أن من أعطي كتابه بيساره أو وراء ظهره ، فانه لا يقدر على قراءة كتابه ولا يتأتى له بل يتلجلج فيه.
والفتيل هو المفتول الذي في بطن النواة في قول قتادة.
وقيل : الفتيل في بطن النواة ، والنقير في ظهرها ، والقطمير قشر النواة ، ذكره الحسن.
فصل : قوله (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) الاية : ٧٨.
اختلفوا في الدلوك ، فقال ابن عباس وابن مسعود وابن زيد : هو الغروب والصلاة المأمور بها هاهنا هي المغرب.
وقال ابن عباس في رواية أخرى والحسن ومجاهد وقتادة : دلوكها زوالها وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام. وذلك أن الناظر اليها يدلك عينيه لشدة شعاعها. وأما عند غروبها ، فيدلك عينيه ليتبينها. وغسق الليل ظهور ظلامه.
و (قُرْآنَ الْفَجْرِ) يعني قرآن الفجر في الصلاة ، وذلك يدل على أن الصلاة لا تتم الا بالقراءة ، لأنه أمر بالقراءة وأراد بها الصلاة ، لأنها لا تتم الا بها.
وقوله (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) معناه : يشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ذهب اليه ابن عباس وقتادة ومجاهد وابراهيم.
ومعنى «لدلوك الشمس» أي : عند دلوكها.
واستدل قوم بهذه الاية على أن وقت الاولى موسع الى آخر النهار لأنه ، أوجب اقامة الصلاة من وقت الدلوك الى وقت غسق الليل ، وذلك يقتضي أن ما بينهما وقت.
وهذا ليس بشيء ، لان من قال : ان الدلوك هو الغروب لا دلالة له فيها ، لان