بأنه أهله ، فمن ذلك أهل الجنة وأهل النار ، ومن ذلك أهل الجود والكرم ، وفلان من أهل القرآن ومن أهل العلم ومن أهل الكوفة. ومن هذا قيل لزوجة الرجل أهله ، لأنها مختصة به من جهة هي أولى به من غيره.
فصل : قوله (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) الآيات : ٣٥ ـ ٤٠.
معناه : أخلقوا من غير خالق (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) لنفوسهم ، فلا يأتمرون لأمر الله ولا ينتهون عما نهاهم عنه. وقيل : المعنى أخلقوا من غير شيء ، معناه أخلقوا لغير شيء ، أي : أخلقوا باطلا لا لغرض.
وقولهم (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) فالمغرم الزام الغرم في المال على غير طريق الابذال ، والمغرم الملزم انفاق المال من غير ابذال ، وأصله المطالبة بإلحاح ، فمنه الغريم لأنه الطالب بالدين بإلحاح ، ومنه (إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) (١) أي : ملحا دائما.
فصل : قوله (يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) الاية : ٤٦.
الفرق بين الغنى بالشيء والغنى عنه أن ما أغنى عنه يوجب أن وجوده وعدمه سواء في أن الموصوف غني ، وليس كذلك الغنى به ، لأنه يبطل أن يكون الموصوف غنيا. والغني هو الحي الذي ليس بمحتاج ، وليس بهذه الصفة الا الله تعالى.
قوله (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا) أي : بمرأى منا ندركك ولا يخفى علينا شيء من أمرك ، نحفظك لئلا يصلوا الى شيء من مكروهك.
سورة النجم
فصل : قوله (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى. ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى. وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) الآيات : ١ ـ ١٠.
__________________
(١). سورة الفرقان : ٦٥.