إِيمانَكُمْ) (٧) فسمى الصلاة إيمانا.
والوجه الرابع من الإيمان هو التأييد ، الذي جعله الله في قلوب المؤمنين ، من روح الإيمان ، فقال : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٨). والدليل على ذلك ، قوله (عليه الصلاة والسلام): «لا يزني الزاني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق وهو مؤمن ، يفارقه روح الإيمان ما دام على بطنها ، فإذا قام عاد إليه».
قيل : وما الذي يفارقه؟ قال : «الذي يدعه في قلبه». (٩) ثم
قال عليهالسلام : «ما من قلب إلا وله أذنان ، على إحداهما ملك مرشد ، وعلى الأخرى شيطان مفتن ، هذا يأمره وهذا يزجره». (١٠)
ومن الإيمان ما قد ذكره الله في القرآن : خبيث ، وطيب ، فقال : (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (١١). فمنهم من يكون مؤمنا مصدقا ، ولكنه يلبس إيمانه بظلم ، وهو قوله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ). (١٢) فمن كان مؤمنا ، ثم دخل في المعاصي التي نهى الله عنها ، فقد لبس إيمانه بظلم ، فلا ينفعه الإيمان ، حتى يتوب إلى الله من الظلم الذي لبس إيمانه ، حتى يخلص لله إيمانه ، فهذه وجوه الإيمان في كتاب الله.
٣٢٣ / ١٣ ـ تفسير الإمام أبي محمد العسكري عليهالسلام في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
قال الإمام عليهالسلام : «وصف هؤلاء المؤمنين ، الذين هذا الكتاب هدى لهم ، فقال : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) يعني ما غاب عن حواسهم ، من الأمور التي يلزمهم الإيمان بها ؛ كالبعث ، والحساب ، والجنة ، والنار ، وتوحيد الله ، وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة ، وإنما يعرف بدلائل قد نصبها الله تعالى عليها ؛ كآدم ، وحواء ، وإدريس ، ونوح ، وإبراهيم ، والأنبياء الذين يلزمهم الإيمان بهم ، بحجج الله تعالى ، وإن لم يشاهدوهم ، ويؤمنون بالغيب : (وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ)». (١)
__________________
(٧) البقرة ٢ : ١٤٣.
(٨) المجادلة ٥٨ : ٢٢.
(٩) ورد نحوه في قرب الاسناد : ١٧ ، الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٣ ، ثواب الأعمال : ٢٦٢.
(١٠) الكافي ٢ : ٢٠٥ / ١.
(١١) آل عمران ٣ : ١٧٩.
(١٢) الأنعام ٦ : ٨٢.
١٣ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٦٧ / ٣٤.
(١) الأنبياء ٢١ : ٤٩.