بهم إلي ـ يا آدم ـ وإذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك ، فإني آليت على نفسي قسما حقا أن لا أخيب لهم آملا ، ولا أرد لهم سائلا. فلذلك حين زلت منه الخطيئة دعا الله عز وجل بهم ، فتاب عليه وغفر له».
وسيأتي إن شاء الله تعالى في معنى الذي به تاب الله على آدم حديث في قوله تعالى : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) الآية (٣).
٤٢٩ / ١٤ ـ ابن بابويه ، بإسناده عن معمر بن راشد ، قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليهالسلام يقول : «أتى يهودي إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقام بين يديه ، وجعل يحد النظر إليه ، فقال : يا يهودي ، ما حاجتك؟ فقال : أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا ، وفلق له البحر ، وظلله الغمام؟
فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يكره للعبد أن يزكي نفسه ، ولكن أقول : إن آدم عليهالسلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته [أن قال] : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي ؛ فغفر (١) الله له ، وإن نوحا لما ركب السفينة وخاف الغرق ، قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما نجيتني من الغرق ؛ فنجاه الله منه (٢) ، وإن إبراهيم عليهالسلام لما ألقي في النار ، قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما نجيتني منها ؛ فجعلها عليه بردا وسلاما ، وإن موسى لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة ، قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما نجيتني (٣) ؛ فقال الله جل جلاله : (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) (٤).
يا يهودي ، لو أدركني موسى ولم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ، ولا نفعته النبوة. يا يهودي ، ومن ذريتي المهدي ، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته ، وقدمه وصلى خلفه».
٤٣٠ / ١٥ ـ ابن شهر آشوب : عن النطنزي في (الخصائص) أنه قال ابن عباس : لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس ، فقال : الحمد لله ، فقال له ربه : يرحمك ربك.
فلما أسجد له الملائكة تداخله العجب ، فقال : يا رب ، خلقت خلقا هو أحب إليك مني؟! قال : نعم ، ولولاهم ما خلقتك. قال : يا رب ، فأرنيهم ، فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب : أن ارفعوا الحجب ؛ فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش. قال : يا رب ، من هؤلاء؟ قال : يا آدم ، هذا محمد نبيي ، وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيي ووصيه ، وهذه فاطمة بنت نبيي ، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي.
ثم قال : يا آدم ، هم ولدك. ففرح بذلك ، فلما اقترف الخطيئة ، قال : يا رب ، أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة
__________________
(٣) يأتي في الحديث (١) من تفسير الآية (٨٨) من هذه السورة.
١٤ ـ أمالي الصّدوق : ١٨١ / ٤.
(١) في المصدر : فغفرها.
(٢) في المصدر : عنه.
(٣) في المصدر : آمنتي.
(٤) طه ٢٠ : ٦٨.
١٥ ـ ... أخرجه في إحقاق الحقّ ٩ : ١٠٥ عن أرجح المطالب : ٣٢٠ ، غاية المرام : ٣٩٣ / ٢.