فقال : «نعم ، لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء ـ ثم قال ـ : أما تسمع لقول الله : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة ، لولايتهم كل إمام عادل من الله ، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ)».
قال : قلت : أليس الله عنى بها الكفار حين قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا)؟
قال : قال : «وأي نور للكافر وهو كافر ، فاخرج منه إلى الظلمات؟! إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام ، فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله ، خرجوا بولايتهم إياهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب لهم النار مع الكفار ، فقال : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)».
١٤١٨ / ١٤ ـ عن مسعدة بن صدقة ، قال : قص أبو عبد الله قصة الفريقين جميعا في الميثاق ، حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين ، فقال : «إن الخير والشر خلقان من خلق الله ، له فيهما المشيئة في تحويل ما يشاء فيما قدر فيها حال عن حال ، والمشيئة فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر ، وذلك أن الله قال في كتابه : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) فالنور هم آل محمد (صلوات الله عليهم) ، والظلمات عدوهم».
١٤١٩ / ١٥ ـ عن مهزم الأسدي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «قال الله تبارك وتعالى : لأعذبن كل رعية دانت بإمام ليس من الله ، وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية ، ولأغفرن عن كل رعية دانت بكل إمام من الله ، وإن كانت الرعية في أعمالها سيئة».
قلت : فيعفو عن هؤلاء ، ويعذب هؤلاء؟ قال : «نعم ، إن الله يقول : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)».
ثم ذكر الحديث الأول ـ حديث ابن أبي يعفور ، برواية محمد بن الحسين ـ وزاد فيه : «فأعداء علي أمير المؤمنين عليهالسلام هم الخالدون في النار ، وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة ، والمؤمنون بعلي عليهالسلام هم الخالدون في الجنة ، وإن كانوا في أعمالهم على ضد ذلك».
١٤٢٠ / ١٦ ـ ابن شهر آشوب : عن الباقر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) نزلت في أعدائه ومن تبعهم ، أخرجوا الناس من النور ـ والنور : ولاية علي ـ فصاروا إلى ظلمة ولاية أعدائه.
١٤٢١ / ١٧ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «كل راية ترفع قبل قيام
__________________
١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٨ / ٤٦١.
١٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٩ / ٤٦٢.
١٦ ـ المناقب ٣ : ٨١.
١٧ ـ الكافي ٨ : ٢٩٥ / ٤٥٢.