ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ
أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [٢٦٠]
١٤٤٤ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (١) رضياللهعنه ، قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات ، قال : حدثنا محمد بن زياد الأزدي ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام ، قال : «استجاب الله عز وجل دعوة إبراهيم عليهالسلام حين قال : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) وهذه آية متشابهة ، ومعناها : أنه سأل عن الكيفية ، والكيفية من فعل الله عز وجل ، متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ، ولا عرض في توحيده نقص. فقال الله عز وجل : (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى) هذا شرط عام ، من آمن به متى سئل واحد منهم : أولم تؤمن. وجب أن يقول : بلى ؛ كما قال إبراهيم ، ولما قال الله عز وجل لجميع أرواح بني آدم : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (٢) كان أول من قال : بلى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فصار بسبقه إلى (بلى) سيد الأولين والآخرين ، وأفضل النبيين والمرسلين. فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم فقد رغب عن ملته ؛ قال الله عز وجل : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) (٣) ثم اصطفاه الله عز وجل في الدنيا».
١٤٤٥ / ٢ ـ عنه ، قال : حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، قال : حدثني أبي ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن علي بن محمد بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهالسلام ، فقال له المأمون : يا ابن رسول الله ، أليس من قولك أن الأنبياء معصومون؟ قال : «بلى».
فسأله عن آيات من القرآن ، فكان فيما سأله أن قال له : فأخبرني عن قول الله : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
قال الرضا عليهالسلام : «إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليهالسلام : أني متخذ من عبادي خليلا ، إن سألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم عليهالسلام أنه ذلك الخليل ، فقال : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) على الخلة (قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). فأخذ إبراهيم عليهالسلام نسرا وبطا وطاوسا وديكا فقطعهن وخلطهن ، ثم جعل على كل جبل من الجبال التي كانت حوله ـ وكانت عشرة ـ
__________________
سورة البقرة آية ـ ٢٦٠ ـ
١ ـ الخصال : ٣٠٨ / ٨٤.
(١) في المصدر : عليّ بن أحمد بن موسى ، وكلاهما من مشايخ الصدوق ، ولا يبعد اتحادهما ، انظر معجم رجال الحديث ١١ : ٢٥٤ و ٢٥٥.
(٢) الأعراف ٧ : ١٧٢.
(٣) البقرة ٢ : ١٣٠.
٢ ـ عيون أخبار الرّضا عليهالسلام ١ : ١٩٨ / ١.