وجزء منه لفلانة (١). فسألت عن ذلك ابن أبي ليلى ، فقال : ما أرى لها شيئا ، وما أدري ما الجزء.
فسألت أبا عبد الله عليهالسلام وأخبرته كيف قالت المرأة ، وما قال ابن أبي ليلى. فقال : «كذب ابن ليلى ، لها عشر الثلث ، إن الله أمر إبراهيم عليهالسلام ، فقال : (اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) وكانت الجبال يومئذ عشرة ، وهو العشر من الشيء».
١٤٥٦ / ١٣ ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في رجل أوصى بجزء من ماله. فقال : «جزء من عشرة ، كانت الجبال عشرة ، وكانت الطير : الطاوس ، والحمامة ، والديك ، والهدهد ، فأمره الله أن يقطعهن ، وأن يضع على كل جبل منهن جزءا ، وأن يأخذ رأس كل طير منها بيده ـ قال ـ : فكان إذا أخذ رأس الطير منها بيده ، تطاير إليه ما كان منه حتى يعود كما كان».
١٤٥٧ / ١٤ ـ عن محمد بن إسماعيل ، عن عبد الله بن عبد الله ، قال : جاءني أبو جعفر بن سليمان الخراساني ، وقال : نزل بي رجل من خراسان من الحجاج فتذاكرنا الحديث ، فقال : مات لنا أخ بمرو ، وأوصى إلي بمائة ألف درهم ، وأمرني أن اعطي أبا حنيفة منها جزءا ، ولم أعرف الجزء كم هو مما ترك؟ فلما قدمت الكوفة أتيت أبا حنيفة ، فسألته عن الجزء ، فقال لي : الربع. فأبى قلبي ذلك ، فقلت : لا أفعل حتى أحج واستقصي المسألة. فلما رأيت أهل الكوفة قد أجمعوا على الربع ، قلت لأبي حنيفة : لا سوءة بذلك ، لك أوصى بها يا أبا حنيفة ، ولكن أحج واستقصي المسألة. فقال أبو حنيفة : وأنا أريد الحج.
فلما أتينا مكة ، وكنا في الطواف فإذا نحن برجل شيخ قاعد ، قد فرغ من طوافه ، وهو يدعو ويسبح ، إذ التفت أبو حنيفة ، فلما رآه قال : إن أردت أن تسأل غاية الناس فسل هذا ، فلا أحد بعده. قلت : ومن هذا؟ قال : جعفر بن محمد.
فلما قعدت واستمكنت ، إذ استدار أبو حنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد عليهالسلام ، فقعد قريبا مني فسلم عليه وعظمه ، وجاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه وقعدوا. فلما رأيت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهري ، فغمزني أبو حنيفة أن تكلم. فقلت : جعلت فداك ، إني رجل من أهل خراسان ، وإن رجلا مات وأوصى إلي بمائة ألف درهم ، وأمرني أن أعطي منها جزءا ، وسمى لي الرجل ، فكم الجزء ، جعلت فداك؟
فقال جعفر بن محمد عليهماالسلام : «يا أبا حنيفة ، لك أوصى ، قل فيها» فقال : الربع ، فقال لابن أبي ليلي : «قل فيها» فقال : الربع.
فقال جعفر عليهالسلام : «من أين قلتم الربع؟».
قال : لقول الله : (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً).
فقال أبو عبد الله عليهالسلام لهم ، وأنا أسمع هذا : «قد علمت أن الطير أربعة ، فكم كانت الجبال ، إنما الأجزاء
__________________
(١) في «ط» : لفلان.
١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٤ / ٤٧٥.
١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٤ / ٤٧٦.