١٧٠٧ / ٥ ـ العياشي : عن الهذلي ، عن رجل ، قال : «مكث عيسى عليهالسلام حتى بلغ سبع سنين أو ثمان سنين ، فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، فأقام بين أظهرهم يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويعلمهم التوراة ، وأنزل الله عليهم الإنجيل لما أراد الله عليهم حجة».
١٧٠٨ / ٦ ـ عن محمد بن أبي عمير ، عمن ذكره ، رفعه ، قال : «إن أصحاب عيسى عليهالسلام سألوه أن يحيي لهم ميتا ، قال : فأتى بهم إلى قبر سام بن نوح ، فقال له : قم بإذن الله ، يا سام بن نوح. قال : فانشق القبر ، ثم أعاد الكلام فتحرك ، ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح ، فقال له عيسى : أيهما أحب إليك تبقى أو تعود؟ قال : فقال : يا روح الله ، بل أعود ، إني لأجد حرقة الموت ـ أو قال : لذعة (١) الموت ـ في جوفي إلى يومي هذا».
١٧٠٩ / ٧ ـ عن أبان بن تغلب ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام : هل كان عيسى بن مريم أحيى أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد؟
فقال : «نعم ، إنه كان له صديق مؤاخ له في الله ، وكان عيسى يمر به فينزل عليه ، وإن عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه ، فخرجت إليه أمه لتسلم عليه ، فسألها عنه ، فقالت أمه : مات ، يا رسول الله. فقال لها : أتحبين أن تريه ، قالت : نعم ، قال لها : إذا كان غدا أتيتك حتى أحييه لك بإذن الله تعالى. فلما كان من الغد أتاها ، فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره ، فوقف عيسى عليهالسلام ثم دعا الله فانفرج القبر ، وخرج ابنها حيا ، فلما رأته امه ورآها بكيا فرحمهما عيسى عليهالسلام فقال له : أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا؟ قال : يا رسول الله ، بأكل وبرزق ومدة ، أو بغير مدة ولا رزق ولا أكل؟ فقال له عيسى : بل برزق وأكل ومدة ، تعمر عشرين سنة ، وتزوج ويولد لك ؛ قال : فنعم إذن. فدفعه عيسى عليهالسلام إلى أمه ، فعاش عشرين سنة وولد له».
١٧١٠ / ٨ ـ عن محمد الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «كان بين داود وعيسى بن مريم أربع مائة سنة ، وكانت شريعة عيسى أنه بعث بالتوحيد والإخلاص ، وبما أوصى به نوح وإبراهيم وموسى ، وأنزل عليه الإنجيل ، وأخذ عليه الميثاق الذي أخذ على النبيين ، وشرع له في الكتاب إقام الصلاة مع الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتحريم الحرام وتحليل الحلال.
وأنزل عليه في الإنجيل مواعظ وأمثال وحدود ، وليس فيها قصاص ولا أحكام حدود ، ولا فرض مواريث ، وأنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى عليهالسلام في التوراة ، وهو قول الله تعالى في الذي قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل : (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) وأمر عيسى من معه ممن اتبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التوراة والإنجيل».
__________________
٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧٤ / ٤٩.
٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧٤ / ٥٠.
(١) في «ط» نسخة بدل : لدغة.
٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧٤ / ٥١.
٨ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٧٥ / ٥٢.