فقد أتاك الأسد الصؤول (٦) |
|
بصارم ليس به فلول (٧) |
ينصره القاهر والرسول
فقال طلحة : من أنت ، يا غلام؟ قال : «أنا علي بن أبي طالب». قال : قد علمت ـ يا قضيم (٨) ـ أن لا يجسر علي أحد غيرك. فشد عليه طلحة فضربه ، فاتقاه أمير المؤمنين عليهالسلام بالجحفة (٩) ، ثم ضربه أمير المؤمنين عليهالسلام على فخذيه فقطعهما جميعا ، فسقط على ظهره وسقطت الراية ، فذهب علي عليهالسلام ليجهز عليه فحلفه بالرحم فانصرف عنه. فقال المسلمون : ألا أجهزت عليه! قال عليهالسلام : «قد ضربته ضربة لا يعيش منها أبدا».
ثم أخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة : فقتله علي عليهالسلام وسقطت رايته إلى الأرض ، فأخذها عثمان بن أبي طلحة ، فقتله علي عليهالسلام وسقطت الراية إلى الأرض ، فأخذها مسافع بن أبي طلحة ، فقتله علي عليهالسلام وسقطت الراية إلى الأرض ، فأخذها الحارث بن أبي طلحة ، فقتله علي عليهالسلام وسقطت الراية إلى الأرض ، فأخذها أبو عزيز (١٠) بن عثمان ، فقتله علي عليهالسلام وسقطت الراية إلى الأرض ، فأخذها عبد الله بن جميلة بن زهير ، فقتله علي عليهالسلام وسقطت الراية إلى الأرض. فقتل أمير المؤمنين عليهالسلام التاسع من بني عبد الدار وهو أرطاة بن شرحبيل مبارزة ، فسقطت الراية إلى الأرض ، فأخذها مولاهم صؤاب ، فضربه أمير المؤمنين عليهالسلام على يمينه فقطعها ، وسقطت الراية إلى الأرض ، فأخذها بشماله فضربه أمير المؤمنين عليهالسلام على شماله فقطعها ، وسقطت الراية إلى الأرض ، فاحتضنها بيديه المقطوعتين ، ثم قال : يا بني عبد الدار ، هل أعذرت فيما بيني وبينكم؟ فضربه أمير المؤمنين عليهالسلام على رأسه فقتله ، وسقطت الراية إلى الأرض ، فأخذتها عمرة بنت علقمة الحارثية ، فقبضتها.
وانحط خالد بن الوليد على عبد الله بن جبير ، وقد فر أصحابه وبقي في نفر قليل ، فقتلوهم على باب الشعب ، فاستعقبوا المسلمين (١١) فوضعوا فيهم السيف ، ونظرت قريش في هزيمتها إلى الراية قد رفعت فلا ذوا بها ، وأقبل خالد بن الوليد على أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقتلهم ، فانهزم أصحاب رسول الله هزيمة قبيحة ، وأقبلوا يصعدون في الجبال وفي كل وجه ، فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الهزيمة كشف البيضة عن رأسه ، وقال : «إني أنا رسول الله ، إلى أين تفرون عن الله وعن رسوله»؟.
١٩٠١ / ٦ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنه
__________________
(٦) الصؤول : الشديد الصّول. «المعجم الوسيط ـ صول ـ ١ : ٥٢٩».
(٧) فلول السيف : هي كسور في حدّه. «مجمع البحرين ـ فلل ـ ٥ : ٤٤٥».
(٨) أنظر معناها في الحديث الآتي.
(٩) الجحفة : بالتحريك التّرس ، وذلك إذا كانت من جلود وليس فيها خشب. «مجمع البحرين ـ جحف ـ ٥ : ٣٥».
(١٠) في المصدر : أبو عذير ، والظاهر أنّها تصحيف أبو عزيز بن عمير ، انظر مغازي الواقدي ١ : ٣٠٨.
(١١) في «ط» نسخة بدل : واستقفوا ، ثمّ أتى المسلمين من أدبارهم.
٦ ـ تفسير القمّي ١ : ١١٤.