عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [١٣٤]
١٩١٦ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه (١) ، عن بعض أصحابه ، عن مالك بن حصين السكوني ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما من عبد كظم غيظا إلا زاده الله عز وجل عزا في الدنيا والآخرة ، وقال الله عز وجل : (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [وأثابه الله مكان غيظه ذلك]».
١٩١٧ / ٢ ـ المفيد في (إرشاده) ، قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد ، قال : حدثني جدي ، قال : حدثني محمد بن جعفر وغيره ، قالوا : وقف على علي بن الحسين عليهماالسلام رجل من أهل بيته ، فأسمعه وشتمه ، فلم يكلمه ، فلما انصرف قال لجلسائه : «قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردي عليه». قال : فقالوا له : نفعل ، ولقد كنا نحب أن تقول له ونقول.
قال : فأخذ نعليه ومشى وهو يقول : (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) فعلمنا أنه لا يقول شيئا. قال : فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به ، فقال : «قولوا له : هذا علي بن الحسين» قال : فخرج إلينا متوثبا للشر ، وهو لا يشك أنه إنما جاء مكافئا له على بعض ما كان منه ، فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام : «يا أخي ، إنك كنت وقعت علي آنفا وقلت ، فإن كنت قد قلت ما في فإني استغفر الله منه ، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك» قال : فقبل الرجل بين عينيه ، وقال : بل قلت فيك ما ليس فيك ، وأنا أحق به.
قال الراوي للحديث : والرجل هو الحسن بن الحسن.
١٩١٨ / ٣ ـ عنه ، قال : أخبرني الحسن بن محمد ، عن جده ، قال : حدثني شيخ من أهل اليمن ، قد أتت عليه بضع وسبعون (١) سنة ، قال : أخبرني رجل يقال له : عبد الله (٢) بن محمد ، قال : سمعت عبد الرزاق يقول : جعلت فداك ، جارية لعلي بن الحسين عليهماالسلام ، تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة ، فنعست (٣) فسقط الإبريق من يد الجارية فشجه ، فرفع رأسه إليها ، فقالت له الجارية : إن الله تعالى يقول : (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال : «قد كظمت غيظي» قالت : (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال لها : «عفا الله عنك» قالت : (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : «اذهبي فأنت حرة لوجه الله».
__________________
سورة آل عمران آية ـ ١٣٤ ـ
١ ـ الكافي ٢ : ٨٩ / ٥.
(١) (عن أبيه) ليس في المصدر. انظر معجم رجال الحديث ١٤ : ١٦٦.
٢ ـ الإرشاد : ٢٥٧.
٣ ـ الإرشاد ٢٥٧.
(١) في المصدر : وتسعون.
(٢) في المصدر : عبيد الله ، تصحيف ، وهو الحافظ عبد الله بن محمّد بن عبد الله الجعفي المسندي ، شيخ البخاري وأستاذه ، روى عن عبد الرزّاق. سير أعلام النبلاء ١٠ : ٦٥٨.
(٣) في المصدر : فتعبت.