وهذه الآية تدل على أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله تعالى إلا العمل الصالح والتوبة».
١٩٢٢ / ٤ ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله : (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
قال : «الإصرار أن يذنب العبد ولا يستغفر الله ، ولا يحدث نفسه بالتوبة ، فذلك الإصرار».
الشيخ ورام : عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله تبارك وتعالى : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) مثله (١).
١٩٢٣ / ٥ ـ ابن بابويه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن علي بن معبد ، عن علي بن سليمان النوفلي ، عن فطر بن خليفة ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام ، قال : «لما نزلت هذه الآية : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) صعد إبليس جبلا بمكة ، يقال له : ثور ، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : يا سيدنا ، لم تدعونا (١)؟! قال : نزلت هذه الآية ، فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين ، فقال : أنا لها بكذا وكذا. فقال : لست لها.
فقام آخر فقال مثل ذلك ، فقال : لست لها. فقال الوسواس الخناس : أنا لها. فقال : بماذا؟ قال : أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة ، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار. فقال : أنت لها. فوكله بها إلى يوم القيامة».
١٩٢٤ / ٦ ـ عنه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمهالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : أخبرنا أحمد بن صالح بن سعد التميمي ، قال : حدثنا موسى بن داود ، قال : حدثنا الوليد بن هشام ، قال : حدثنا هشام بن حسان ، عن الحسن بن أبي الحسن (١) البصري ، عن عبد الرحمن بن تميم الدوسي ، قال : دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باكيا ، فسلم فرد عليهالسلام ، ثم قال : «ما يبكيك ، يا معاذ»؟
فقال : يا رسول الله ، إن بالباب شابا طري الجسد ، نقي اللون ، حسن الصورة ، يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها ، يريد الدخول عليك.
فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أدخل علي الشاب ، يا معاذ» فأدخله عليه ، فسلم ، فرد عليهالسلام ، فقال : «ما يبكيك ، يا شاب»؟ فقال : وكيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا إن أخذني الله عز وجل ببعضها أدخلني نار جهنم ، ولا أراني إلا سيأخذني بها ، ولا يغفرها لي أبدا.
__________________
٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٩٨ / ١٤٤.
(١) مجموعة ورام ١ : ١٨.
٥ ـ الأمالي : ٣٧٦ / ٥.
(١) في المصدر : دعوتنا.
٦ ـ الأمالي : ٤٥ / ٣.
(١) في «س وط» : الحسن بن الحسن ، والصواب ما في المتن ، روى عنه هشام بن حسّان ، راجع تهذيب الكمال ٦ : ٩٥ ـ ١٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٥٦٣ ـ ٥٨٨.