انتهى.
أقول : ولكنه لا يظنّ بأحد الالتزام بهذا الظاهر ، فإنّه خلاف ما يتبادر من إطلاق ابن السبيل ، بل لا يطلق اسمه إلّا على المسافر المنقطع المحتاج ، فلا يقال لأرباب المكنة في سفرهم كحضرهم من التجّار ونظائرهم : ابن السبيل.
هذا ، مع أنّه يكفي في إثبات اعتبار الحاجة في بلد التسليم : مرسلة حمّاد ، المتقدّمة (١) المصرّحة بذلك ، المعتضدة بما دلّ على أنّ الخمس جعل للهاشميين عوض الصدقة التي جعلت (٢) لسائر الفقراء.
وتمام الكلام في موضوعه وبعض ما يتعلّق به كاشتراطه بعجزه عن الاستدانة ونحوها وغير ذلك في باب الزكاة.
(وهل يراعى ذلك) أي الفقر (في اليتيم) بمعنى الطفل الذي لا أب له؟ (قيل) بل في الجواهر : هو المشهور نقلا إن لم يكن تحصيلا (٣) : (نعم.
وقيل) كما عن السرائر والمبسوط (٤) : (لا) فيعطى اليتيم وإن كان غنيّا ؛ لإطلاق الأدلّة ، والمقابلة للفقير كتابا وسنّة ، وليس هو من الصدقات حتى يختصّ بالفقير ، بل هو من حقّ الرئاسة والإمارة ، ولذا يأخذه الإمام مع غنائه.
(والأول) مع أنّه (أحوط) أقوى ، كما يشهد له : مرسلة حمّاد ،
__________________
(١) تقدّمت في صفحة ٢٠١.
(٢) ورد في الطبعة الحجرية والنسخة الخطية : جعل. والصحيح ما أثبتناه.
(٣) جواهر الكلام ١٦ : ١١٣.
(٤) كما في جواهر الكلام ١٦ : ١١٣ ، وحكاه العاملي في مدارك الأحكام ٥ : ٤١٠ ، وراجع :السرائر ١ : ٤٩٦ ، والمبسوط ١ : ٢٦٢.