الخمس» (١) الى غير ذلك من الأخبار التي سيأتي ذكرها إن شاء الله ، فلا إشكال في أصل الحكم.
وإنّما الإشكال في تحديد موضوعه ؛ فإنّه قد اختلف في ذلك كلمات الأصحاب واللّغويّين.
أما اللّغويّون : فظاهرهم الاتّفاق على أنّ المعدن اسم مكان ، كما هو مقتضى وضعه بحسب الهيئة ، ويساعد عليه العرف في موارد استعمالاته :
ففي القاموس : المعدن كـ (مجلس) منبت الجواهر من ذهب ونحوه لإقامة أهله فيه دائما ، أو لإنبات الله تعالى إيّاه فيه ، ومكان كلّ شيء فيه أصله (٢).
وفي الصحاح : عدنت البلد : توطنته ، وعدنت الإبل بمكان كذا :لزمته فلم تبرح منه ، جنات عدن ، أي : جنّات إقامة. ومنه سمّي المعدن بكسر الدال ؛ لأنّ الناس يقيمون فيه صيفا وشتاء ، ومركز كلّ شيء : معدنه (٣).
وفي النهاية الأثيريّة في حديث بلال بن الحارث أنّه أقطعه معادن القبيلة ، المعادن التي يستخرج منها جواهر الأرض كالذهب والفضّة والنحاس وغير ذلك ، واحدها : المعدن ، والعدن : الإقامة ، والمعدن : مركز كلّ شيء ، ومنه الحديث (٤).
وفي مجمع البحرين : جنّات عدن ، أي : جنّات إقامة ـ الى أن قال ـ ومنه سمّي المعدن كـ (مجلس) ، لأنّ الناس يقيمون فيه الصيف
__________________
(١) الفقيه ٢ : ٢١ / ٧٦ ، الوسائل : الباب ٣ من أبواب ما يجب فيه الخمس ، ذيل الحديث ٤.
(٢) القاموس المحيط ٤ : ٢٤٧.
(٣) الصحاح ٦ : ٢١٦٢.
(٤) النهاية ـ لابن الأثير ـ ٣ : ١٩٢.