وخبر معمّر بن خلّاد عن أبي الحسن ـ عليهالسلام ـ ، قال : كنت جالسا عنده آخر يوم من شعبان فلم أره صائما ، فأتوه بمائدة ، فقال :ادن ، وكان ذلك بعد العصر ، قلت له : جعلت فداك صمت اليوم ؛ فقال لي : ولم؟ قلت : جاء عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ في اليوم الذي يشك فيه أنّه قال : يوم وفّق له ، قال : أليس تدرون إنّما ذلك إذا كان لا يعلم أهو من شعبان أم من شهر رمضان ، فصامه الرجل ، فكان من شهر رمضان كان يوما وفّق له ، فأمّا وليس علّة ولا شبهة فلا فقلت : أفطر الآن؟ فقال : لا ، فقلت : وكذلك في النوافل ليس لي أن أفطر بعد الظهر؟ قال : نعم (١).
وربما يوهم هذه الرواية مرجوحيّة الصوم آخر يوم من شعبان ما لم تكن علّة وشبهة تورث الشك بكونه من شهر رمضان.
ونحوه رواية هارون بن خارجة ، قال : قال أبو عبد الله ـ عليهالسلام ـ عدّ شعبان تسعة وعشرين ، فإن كانت متغيّمة فأصبح صائما ، وإن كانت صاحية وتبصّرته ولم تر شيئا فأصبح مفطرا (٢).
وخبر ربيع بن ولّاد عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ، قال : إذا رأيت هلال شعبان فعدّ تسعة وعشرين يوما ، فإن أصحت فلم تره فلا تصم ، وإن تغيّمت فصم (٣).
ولعلّ هذه الرواية هي مستند الشيخ المفيد ـ رحمهالله ـ في ما نقل
__________________
(١) التهذيب ٤ : ١٦٦ / ٤٧٣ ، الوسائل : الباب ٥ من أبواب وجوب الصوم ، الحديث ١٢.
(٢) التهذيب ٤ : ١٥٩ / ٤٤٧ ، الإستبصار ٢ : ٧٧ / ٢٣٣ ، الوسائل : الباب ٣ من أبواب أحكام شهر رمضان ، الحديث ١٤.
(٣) التهذيب ٤ : ١٦٥ / ٤٦٩ ، الوسائل : الباب ١٦ من أبواب أحكام شهر رمضان ، الحديث ٢.