تعارض المفهوم مع العموم
لو ورد عامٌّ مثل أكرم العلماء ، ثم وردت جملةٌ شرطية يعارض مفهومها ذلك العام ، كما لو قال : أكرم العلماء إن كانوا عدولاً ، ففيه وجوه :
تقديم العام على المفهوم.
وتقديم المفهوم على العام.
والتعارض والتساقط والرجوع إلى الاصول العمليّة.
والتفصيل.
وقبل الورود في الأدلّة نتعرّض لكلام الميرزا ودفع ما أورد عليه.
فقد ذكروا أن المفهوم إمّا مخالفٌ للمنطوق بالسلب والإيجاب كما في الخبر : «إذا كان الماء قدر كرٍّ لم ينجّسه شيء» (١). وامّا موافق ، وهو ما لم يكن بينهما تخالف كذلك مثل (فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍ) (٢). والموافق ينقسم إلى : الموافقة بالأولوية والموافقة بالمساواة ، والاولى تارةً عرفية واخرى عقليّة ، والثانية ، تارةً : تكون المساواة عن طريق تحصيل المناط القطعي للحكم ، واخرى : تكون لا عن الطريق المذكور مثل لا تشرب الخمر لإسكاره.
فقال الميرزا (٣) : إن كان المفهوم موافقاً ، فتارةً يقال : لا تشرب الخمر لأنه مسكر ، واخرى يقال : لا تشرب الخمر لإسكاره ... وبين التعبيرين فرق ، ففي
__________________
(١) وسائل الشيعة ١ / ١٥٨ ، الباب ٩ من أبواب الماء المطلق ، رقم : ١.
(٢) سورة الإسراء : الآية ٢٣.
(٣) أجود التقريرات ٢ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠.