مفهوم الوصف
هل للوصف مفهوم ، بمعنى أنْ يدلّ الكلام على انتفاء الحكم بانتفاء الوصف أو لا؟
فيه ثلاثة أقوال ، وقبل الورود في الأقوال والأدلّة ، نذكر مقدّمتين لتحرير موضوع البحث.
إن الحكم تارة يترتّب على الوصف فقط كأن يقال : المستطيع يحجّ ، فهذا خارج عن البحث ، بل يعتبر أن يكون الوصف معتمداً على الموصوف كأن يقال : المكلّف المستطيع يحج.
والوجه في اعتبار ذلك هو : إنه لو كان للوصف غير المعتمد مفهوم لزم أن يكون اللقب كذلك ، لكنَّ اللقب لا مفهوم له بالاتفاق ، والوصف غير المعتمد لا فرق بينه وبين اللقب ، فمجرد انتفاء العالم يكفي لانتفاء وجوب إكرامه ، لحكم العقل بانتفاء الحكم بانتفاء موضوعه ، بخلاف ما إذا قلنا : زيد العالم يجب إكرامه ، فإنّه مع انتفاء العلم يكون زيد باقياً وللبحث عن ثبوت المفهوم وعدمه مجال.
إنّ الوصف تارةً : يساوي الموصوف مثل الضحك بالإضافة إلى الإنسان ، واخرى : هو أعم منه ، كالإحساس بالإضافة إليه ، وثالثة : أخص منه مثل العادل بالإضافة إلى العالم ، ورابعةً : يكون أعمّ منه من وجهٍ مثل السّوم بالإضافة إلى الغنم.