رسول الله» فقال : «كفّر» (١). فإن كلامه صلىاللهعليهوآله يدلُّ على معناه المقصود منه لاقترانه بكلام الرجل.
فوقع الكلام بين العلماء في أنّ هذه الأقسام من الدلالات اللّفظيّة داخلة في المنطوق أو المفهوم أو خارجة من كليهما ، فعن الميرزا القمي وجماعة أنها داخلة في الدلالة المنطوقية غير الصريحة ، وقال المتأخرون : بل هي من الدلالات السّياقيّة ، لا منطوقية ولا مفهوميّة فهي ليست لفظية ....
وقد وافق الأُستاذ المتأخرين ، لأن هذه الدلالات ليست من المفهوم ، لعدم كون اللّزوم بيّناً بالمعنى الأخص ، وليست في محلّ النطق حتى تكون منطوقيّة ، على أنّها تتوقف في بعضها على مقدّمة خارجيّة كما في مثال العتق ، إذ لا بدّ من تصحيحه على ما تقدم ، صوناً لكلام الحكيم عن اللغوية.
وأضاف في الدورة اللاّحقة : بأنّ بعض الأقسام منها غير محتاجٍ إلى مقدّمة خارجيّة حتى يكون من اللزوم غير البيّن ، بل هو من اللزوم البين بالمعنى الأعم ، كما في قضية الآيتين ودلالتهما على أقلّ الحمل ، وكما في الأمر بالكفارة في الحديث المذكور. وبعضها محتاج كما في مثال العتق ، فهو من اللّزوم غير البيّن.
فما في كلام السيد الخوئي (٢) من أن كلّها من اللّزوم غير البيّن مخدوش.
وهل البحث عن المفاهيم من المسائل الاصوليّة أو لا؟ وعلى الأوّل ، فهل هو مسألة لفظيّة أو عقليّة؟
لقد تقدّم أنّ البحث في المفاهيم إنّما هو عن أصل ثبوتها وليس عن
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٠ / ٤٦ ، الباب ٨ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ، الرقم : ٥.
(٢) محاضرات في اصول الفقه ٤ / ١٩٥ ـ ١٩٦.