الزيدَين الثوبين اكسُونانِّهِمَا هما أمثلُ من قولك : الزيدينِ اكسونانِّهِمَا لأَنَّ (نانِّهماهما) عشرة أحرف و (نانِّهما) سبعة أحرف.
فهذا مبنىً يعاد عليه ، ويثنَى أَشباهه إلَيه. وجميعُهُ مِن بَعْدُ لَيْسَ في قوّةِ التوكيدِ نحو قُمْ أَنتَ وزيدٌ ، و (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (١) وذلك أنَّ التوكيدَ وإنْ لَمْ يَكُنْ في طول هذه الفروق والفصول فإن فيهِ معنى ليس فيها وهو تثبيته معنى الإسمية للمضمر المتصل الذي قد شَعَّثَ الفعل فمازجه وصار كجزء منه ، فضعف عن العطف عليه ، كما لا يجوز العطف على جزء من الفعل ، فإذا وكِّدَ صار في حيِّزِ الأسماء ولَحِقَ بما يحسُنُ العطفُ عليه بعدَ توكيدِهِ كما حَسُنَ عليها (٢).
وقرأ ابنُ مسعود والضَّحَّاك وطلحةُ وابنُ السُّميفَع ويعقوب وسعيد بن أبي سعيد الأنصاري : (وأتباعُك) (٣).
قال أبو الفتح : تحتمل هذه القراءَة ضربين من القول مختلفي الطريق إلاّ أنَّهُمَا متّفقا المعنى.
أَحدهما : أنْ يكونَ أراد : أَنؤمنُ لك وإنَّمَا أتباعُك الأرذلون؟ فأتباعُك مرفوعٌ بالابتداءِ والأرذلون خبرٌ.
والآخر : أنْ يكونَ (وأتباعك) معطوف على الضمير في (نؤمِنُ) أي : أنؤمن لك نحن وأتباعك الأرذلون؟ فالأَرذلون إذاً وصفٌ لِلأَتباع ، وجازَ العطفُ على الضمير المرفوع المتصل من غير توكيد لِمَا وقعَ هناك من
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٣٥.
(٢) المحتسب : ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥.
(٣) من قوله تعالى من سورة الشعراء : ٢٦ / ١١١ : (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الاَرْذَلُونَ).