عليه (١) ، وكأ نَّهُ بالرفع أقوى معنى ، وذلك لأَ نَّهُ يستأنف فيرفعه على الابتداء فيصير صاحب الجملة. وإذا نصبَ (٢) أو جَر (٣) عطفه على ما قبله (٤) فصار لَحَقاً وتَبَعاً فاعرفْهُ (٥).
وقرأَ ابنُ مسعود (٦) : (وَبَحرٌ يُمِدُّهُ) (٧) وهي قراءة طلحة بن مصرِّف.
قال أَبو الفتح : أَما رفع (بحر) فالابتداءُ (٨) ، وخبرُهُ محذوفٌ ، أَي : وهناك بحر يُمِدُّهُ مِنْ بعدِهِ سبعةَ أَبحُر ولا يَجوزُ أَنْ يكونَ (بَحرٌ) مَعطوفاً عَلى (أقْلاَم) لأَنَّ البحر وما فيهِ مِنَ الماءِ ليسَ من حديثِ الشَّجَرِ والأقلامِ وإنَّمَا هو من
__________________
(١) تنظر : ص : ١٥١.
(٢) تلك قراءةُ نافع وابنَ عامر والكسائي وحفص عن عاصم. انظر : الكشف عن وجوه القراءات : ١ / ٤٠٦.
(٣) على قراءة عبد الله بن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وأبي بكر وهي قراءة أنس وعِكرِمَةَ والشعبي والإمام الباقر (عليه السلام) : انظر : البحر المحيط : ٣ / ٤٣٧.
(٤) وقال الأخفشُ وأبو عبيدةَ : الخفض على الجوار. وقال الزجّاج : «من قرأ وأرجلِكُمْ بالجرِّ عطفَ على الرؤوس». وقال مكّي بن أبي طالب : «وحُجَّةُ من خفضَهُ أَنَّهُ حَمَلَهُ على العطف على الرؤوس لأ نّها أقربُ إلى الأرجل». وقال أبو حيان : «الظاهر من هذه القراءة اندراج الأرجلِ في المسح». انظر : معاني القرآن للأخفش : ١٠٢ / ب ومجاز القرآن : ١ / ١٥٥ ومعاني القرآن وإعرابه : ٢ / ١٦٧ والكشف عن وجوه القراءات السبع : ١ / ٤٠٦ والبحر المحيط : ٣ / ٤٣٧.
(٥) المحتسب : ١ / ٢٠٨.
(٦) انظر معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٣٢٩ والبحر المحيط : ٧ / ١٩١.
(٧) من قوله تعالى من سورة لقمان : ٣١ / ٢٧ : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ).
(٨) والواو واو الحال. وقد ذكروا أَنَّ من مسوغات الابتداء بالنكرة أَن تكون واو الحال تقدّمته.
انظر : البحر المحيط : ٧ / ١٩١.