أَي : من قتل وإبآس أيضاً كذلك ، فقوى لفظه بالرفع لأَ نَّهُ أَذهبُ في شكواهُ إيّاهُ وعليه أيضاً قوله :
...... |
|
...... إلاَّ مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ (١) |
فيمن قال : أراد أو مجلفٌ كذلك.
ومن حمله على المعنى فرفعه وقال : إذا لم يدع إلاّ مسحتاً فقد بقي المسحتُ وبقي أَيضاً الُمجلَّفُ سَلَك فيهِ غيرَ الأولِ (٢).
وروى عمرو عن الحسن (٣) : (وأرجلُكُم) (٤) بالرفعِ.
قالَ أبو الفتحِ : ينبغي أَنْ يكونَ رفعُه بالابتداءِ ، والخبر محذوف (٥) دلَّ عليه ما تقدّمه من قوله سبحانه : (إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلاَةِ فَاغسِلُوا وُجُوهَكُمْ) (٦) أَيّ : وأَرجُلُكم واجب غسلها أو مفروضٌ غسلُهَا ، أَوْ مغسولةٌ كَغيرِهَا ونحو ذلك وَقَدْ تَقَدَّمَ نحو هذا مِمَّا حُذِفَ خبرُهُ لدلالة ما هناك
__________________
مكان (كانت). والهَمَرَّجَةُ الاختلاط والالتباس ، والخفّة والسرعة. انظر : لسان العرب ـ بين ـ : ٣ / ٢١٧.
(١) تمام البيت :
وَعَضُّ زَمَان ياابنَ مروانَ لم يدعْ |
|
مِنَ المَالِ إلاّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ |
روى (مسحتٌ) بالرفع و (مجرّب) مكان (مجلف) والمسحتُ المبدّد ، والمُجَلَّفُ الذي أُخذ من جوانبِهِ وبقيتْ منهُ بقية. انظر : ديوان الفرزدق : ٥٥٦ والخصائص : ١ / ٩٩ ولسان العرب : ١٠ / ٣٧٥ وخزانة الأدب : ٥ / ١٤٤.
(٢) المحتسب : ١ / ١٧٩ ـ ١٨٠.
(٣) انظر : البحر المحيط : ٣ / ٤٣٨.
(٤) من قوله تعالى من سورة المائدة : ٥ / ٦ : (وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ).
(٥) كذلك في إملاء ما منَّ به الرحمن : ١ / ٢٠٩ والبحر المحيط : ٣ / ٤٣٨.
(٦) سورة المائدة : ٥ / ٦.