وقرأ الحسن : (فما كانَ جوابُ قومه) (١) برفع الباء.
قال أَبو الفتح : أَقوى من هذا (جوابَ قومهِ) بالنصبِ ، ويجعل اسم كان قوله : (أَنْ قَالوا أَخرجوا آل لُوط) لشبه أَنْ بالمضمر من حيثُ كانَتْ لا توصف كما لا يوصف ، والمضمر أَعرف من هذا المظهر وقد تقدّم القولُ في ذلك (٢).
وقَرَأَ عليٌّ (عليه السلام) والحسنُ ـ بخلاف ـ وابنُ أبي إسحاق : (إِنما كان قولُ المؤمنينَ) (٣) بالرفعِ.
قالَ أَبو الفتح : أَقوى القراءتين إِعراباً ما عليه الجماعة من نصب (القول) (٤) وذلك أَنَّ في شرطِ اسم كان وخبرها أَنْ يكونَ اسمُهَا أَعرفَ مِنْ خبرِهَا (٥) وقولُهُ تعالى : (أَنْ يقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) أَعرف من (قولَ المؤمنين) ، وذلك لشبه (أنْ) وصلتها بالمضمر من وحيثُ كان لا يجوز وصفها كما لا يجوز وصف المضمرِ والمضمرُ أَعرَفُ (٦) من قولِ المؤمنين ، فلذلك اختارت الجماعة أنْ تكون (أنْ) وصلتها اسم كان. ومثله (وَمَا كَانَ
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة النمل : ٢٧ / ٥٦ : (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوط مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
(٢) المحتسب : ٢ / ١٤١.
(٣) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٥١ : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
(٤) هي قراءةُ الجمهور. البحر المحيط : ٦ / ٤٦٨.
(٥) قال سيبويه عن اسم كان وخبرها : اعلم أَنَّهُ إِذَا وقعَ في هذا الباب نكرة ومعرفة فالذي تشغل به كانَ المعرفةِ لأَ نَّهُ حدُّ الكلام وليسَ بمنزلةِ قولك : ضربَ رجلٌ زيداً لأ نّهما شيئان مختلفان وهما في كان بمنزلتهما في الابتداء إذا قلتَ عبدُ الله منطلقٌ تبتدئ بالأعرف ثمّ تذكر الخبر وذلك قولك كانَ زيدٌ حَليماً. الكتاب : ١ / ٢٢.
(٦) انظر ما تقدّم في : ص : ١٦٢.