شُلَّتْ يَمِينُك إنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمَا |
|
......(١) |
أَي : إنَّك قتلَت مُسْلِماً ، وهذا موضح في بابه.
فلو كانت (كلّ) هنا رفعاً لم يكنْ بُدٌّ معها من اللاّم الفاصلة بين المخفَّفةِ والنافيَّةِ ، ولاَ لامَ معك لأَنَّ هذه الموجودةَ في اللفظ إنَّما هي الجَارَّةُ المكسورةُ ، ولو جاءَتْ معها لوجبَ أنْ تقولَ : وإنْ كُلَّ ذلك لَلِمَا مَتاع الحياة الدُّنيا كقولِك : إِنْ زيدٌ لَمِنَ الكِرَامِ.
فإنْ قلتَ : إنَّه قدْ يجوز أنْ يكونَ أرادَ اللاّمَ الفاصلةَ : لكنَّها جَفَتْ معَ اللاّمِ الجارةِ فَحُذِفَتْ وصارت هذه الجارةُ في اللفظِ كالعوضِ مِنْهَا.
قيل : فقد قال :
فَلاَ واللهِ لا يُلفَى لِمَا بِي |
|
وَلاَ لِلِمَا بِهِمْ أَبداً دَوَاءُ (٢) |
فجمع بين اللاّمين ، وكلتاهما جارة (٣). فإذا جازَ الجمع بين الجارَّتين
__________________
(١) عجز البيت :
...... |
|
حَلَّتْ عليك عُقُوبَةُ المُتَعَمِّدِ |
وهو لعاتكة بنت زيد العَدَويِّةِ تَرثِي زوجها الزبير بن العَوَّام وتدعو على قاتله.
اُنظر : اللاّمات : ١٢١ والإنصاف : ٢ / ٣٣٦ وشرح المفصل لابن يعيش : ٨ / ٧٢ وشرح الكافية : ٣٥٩ والجنى الداني : ٢٢٩ وشرح ابن عقيل : ١ / ٣٨٢ وشرح التصريح : ١ / ٢٣١.
(٢) البيتُ لِمُسلم بن مِعبَد الوالبي.
انظر : معاني القرآن للفرّاء : ١ / ٦٨ وسرّ صناعة الإعراب : ١ / ٢٨٣ والخصائص : ٢ / ٢٨٢ وشرح المفصل : ٨ / ٤٣ وشرح الكافية : ١ / ١٤٦ و ٣٣١ و ٢ / ٣٢٩ والجنى الداني : ١٣١ و ٣٤١ والمغني : ١ / ١٨١ والخزانة : ٢ / ٣٠٨.
(٣) عدَّ ابنُ يعيش اللاّمَ الثانيةَ زائدةً وجوَّزَ الرَّضِيُّ أنْ تكونَ الثانية للتوكيد.
وكان المرادي قد قال بذلك. ومثله فعل ابن هشام. انظر : شرح الكافية : ٢ / ٣٢٩ وشرح المفصل : ٨ / ٤٣ والجنى الداني : ١٣١ والمغني : ١ / ١٨١.