أَي : كَظبية (١) ، وَإذا لَم يَكُنْ ذلك كذلك لم يكنْ تقديره وآخر دعواهم الحمد لله. هو كقولك : أول ما أَقوله : زيدٌ منطلقٌ وَعَلى أَنَّ هذا مع ما ذكرناه جائز في العربية لكنَّ فيهِ خلافاً لتقدير قراءة الجماعة ، وفيه أَيضاً الحملُ على زيادةِ (أَنْ) وَلَيْسَ بالكثيرِ.
وَلَوْ قَرَأَ قارئ : إِنَّ الحمدَ للهِ بكسرِ الهمزةِ على الحكايةِ التي للفظ بعينه لكان جائزاً لَكِنْ لا يُقْدَمُ على ذلِك إِلاَّ أَنْ يَرِدَ بهِ أَثَرٌ وإِن كانَ في العربية سائغاً (٢).
وإذا فتح فقالَ : أَنَّ الحمدَ لله فلم يحكِ اللفظَ بعينهِ وإِنَّما جاءَ بمعنى الكلام كقولنا : بلغني أَنَّ زيداً منطلقٌ فليس هذا على حكاية ما سمع لفظاً.
ألا تراه إِذا قيلَ لهُ قَد انطلق زيدٌ فقال : بلغَني أَنَّ زيداً منطلقٌ كان صادقاً وإنْ لم يؤدِّ نفسَ اللفظ الذي سَمِعَهُ ، لَكِنَّهُ أدّى معناه؟ وإِن كَسَرَ فقالَ : إِنَ الحمدَ للهِ فهو مؤدّ لنفسِ اللفظِ وحاك لَهُ البتة (٣).
وقرأ الأَعرج بخلاف وأَبو رجاء وقتادة وعيسى وسلاّم وعمرو بن ميمون وروى عن عاصم : (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ) (٤) و (أَنْ غَضَبُ اللهِ) (٥).
__________________
(١) على إعمال حرف الجرّ و (أنْ) زائدة : وقد روي البيت بالرفع وبالنصب أيضاً فالرفع على الخبر واسم كان محذوف مقدر والمعنى كأ نّها ظبية والنصب على انها اسمها والخبر محذوف منوي. كَأَ نّه قالَ : كَأَنْ ظبيةً هذه المرأة. انظر : شرح المفصل : ٨ / ٨٣.
(٢) لأَنّ القراءة سنّة لا تخالف. انظر : الكتاب : ١ / ٧٤.
(٣) المحتسب : ١ / ٣٠٨.
(٤) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٧ : (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ).
(٥) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٩ : (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَاإِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ).