أَبو الفتح : هذه القراءة تدلّ على أَنَّ قراءة الجماعة (١) : (أَنِ الحمدُ لِلَّهِ) على أَنَّ (أنْ) (٢) مخفّفة من أَنّ (٣) بمنزلة قول الأعشى :
في فتيةِ كسيوفِ الهندِ قَدْ عَلِمُوا |
|
أَنْ هالك كُلُّ مَنْ يحفَى وَيَنْتَعِلُ (٤) |
أَي أَنَّهُ هَالِك (٥) ، فَكَأَ نَّهُ على هذا : وآخر دعواهم انه الحمد لله (٦) ، وَعَلى أَنَّهُ لا يجوز أنْ يكونَ (أَنْ) هنا زائدةً (٧) كما زيدتْ في قولهِ :
ويوماً تُوافِينَا بِوَجه مُقَسَّم |
|
كَأَنْ ظبية تعطو إلى وارفِ السَّلَمْ (٨) |
__________________
(١) يعني الجمهور. البحر المحيط : ٥ / ١٢٧.
(٢) نقل ذلك أبو حيان عن ابن جنِّي. انظر : البحر المحيط : ٥ / ١٢٧.
(٣) اسمها ضمير الشأن لازم الحذف والجملة بعدها خبر أن وان وصلتها خبر قوله آخر.
انظر : البحر المحيط : ٥ / ١٢٧.
(٤) البيت عجزه في الديوان :
أنْ لَيْسَ يَدفَع عن ذِي الحيلةِ الحيلُ
انظر : الديوان : ٤٥ والكتاب : ١ / ٢٨٢ و ٤٤٠ و ٤٨٠ والأُصول في النحو : ١ / ٢٨٩ والخصائص : ٢ / ٤٤١ والمنصف : ٣ / ١٢٩ وشرح أبيات سيبويه للنحاس : ١٦٦ والإنصاف : ١ / ١١٣ والبحر المحيط : ٥ / ١٢٨ والخزانة ـ بولاق ـ : ٤ / ٢٥٦.
(٥) وفي البحر المحيط ان (ان) إذا خُفِّفَتْ لم تعملْ في غير ضمير محذوف وأجاز المُبَرِّدُ إعمالها كحالها مشدّدة. انظر : البحر المحيط : ٥ / ١٢٨.
(٦) قال العكبري : والتقدير : وآخر دَعواهم حَمْدُ اللهِ. انظر : إملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ٢٤.
(٧) وهناك من يرى انها زائدة ، وليس هذا من محال زيادتها.
انظر : الجنى الداني : ٢٣٩ والبحر المحيط : ٥ / ١٢٨.
(٨) نسب هذا البيت إلى باعث أو باغث بن صريم اليشكري وإِلى أَرقم اليشكري وإلى زيد بن أَرقم اليشكري وكعب بن أرقم اليشكري وراشد بن شهاب اليشكري وعلباء بن أَرقم بن عوف من بكر بن وائل وروي (وارق) و (ناضر) مكان (وارف). المفضليات : ١٥٤ والكتاب : ١ / ٢٨١ والأُصول في النحو : ١ / ٢٩٧ والمنصف : ٣ / ١٢٨ والإنصاف : ١ / ١١٣ وشرح المفصل : ٨ / ٧٢ و ٨٣ والخزانة : ط ـ الخيرية : ٤ / ٣٦٤ وهمع الهوامع : ١ / ١٤٣ و ٢ / ١٨ وشرح الأشموني : ١ / ٢٩٣ و ٣ / ٢٨٦.