وأَصَمَّهُ اللهُ ، ولاَ يقال عَمَيْتُهُ ولا صَمَمْتُهُ (١) ، كما لاَ يُقَالُ : زَكَمَهُ اللهُ ، وَلاَحَمَّهُ ، فاعرفْ ذلك (٢).
وَقَرَأَ ابن عباس بخلاف ، وَقَتَادَة ، وَرُويَ عَنِ الحَسَنِ : (دُرِسَتْ) (٣) قالَ أَبو الفتح : أَمَّا (دُرِسَتْ) فَفَيهِ ضميرُ الآياتِ معناهُ : وَلْيَقُولُوا : دَرَسْتَهُا أَنتَ يا محمّد كالقراءةِ العامّةِ : (دَارَسْتَ) (٤) ويجوز أنْ يكونَ (دُرِسَتْ) أَي : عَفَتْ وَتِنُوسيِتْ (٥) لِقِراءَةِ ابنِ مسعود : (دَرَسْنَ) أَي : عَفَوْنَ فَيكون كقوله : (يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) (٦) ونحو ذلك (٧).
وَقَرَأَ : (لانْخُسِفَ بِنَا) (٨) الأَعْمَش وَطَلْحَة وكذلك في قراءةِ ابن مسعود.
قال أَبو الفتح : (بِنَا) مِنْ هذهِ القراءة مرفوعة الموضع لإقامَتِها مقامَ الفاعل فهو كقولِك : انْقُطِعَ بَالرَّجُلِ وانْجُذِبَ إِلى ما يُريدُ وانْقِيدَ لَهُ إِلى هواهُ ،
__________________
(١) نقل ذلك العكبري في إملاءِ ما منَّ به الرَّحمن : ١ / ٢٢٢.
(٢) المحتسب : ١ / ٢١٧.
(٣) من قوله تعالى من سورة الأَنعام : ١٠٥ : (وَكَذَلِك نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْم يَعْلَمُونَ).
(٤) هي قراءة سبعية قرأ بها ابن كثير. انظر : البحر المحيط : ٤ / ١٩٧.
(٥) في البحر المحيط : ٤ / ١٩٧ قرأ ابن عامر وجماعة من غير السبعة (دُرِسَتْ) مبنيّاً للفاعل ـ هكذا ـ والصواب للمفعول مضمراً فيه أَي : دُرِسَتْ الآياتُ على أسماعِهِم حتَّى بَلِيَتْ وقَدُمَتْ في نفوسِهِم وأمْحِيَتْ.
(٦) سورة الأنعام : ٦ / ٢٥.
(٧) المحتسب : ١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
(٨) من قوله تعالى من سورة القصص : ٢٨ / ٨٢ : (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالاَْمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاَ أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَ نَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).