أَصبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ وَلاَ |
|
أَمْلِك رِأْسَ البعيرِ إنْ نَفَرَا |
والذّئبَ أَخْشَاهُ إنْ مَرَرْتُ بهِ |
|
وَحْدِيَ وَأَخْشَى الرِّيَاحَ والْمَطَرَا (١) |
أَي : وَأَخْشَى الذِّئْبَ ، فلمَّا أَضمَرَهُ فَسَّرَهُ بقولِه : (أَخْشَاهُ).
والآخر : أَنْ يَكُونَ الفعلُ الناصبُ (سُورَةً) مِنْ غِيرِ لَفْظِ الفعلِ بَعْدَهَا ، لَكِنَّهُ على معنى التخصيص ، أَي : اقرَؤوا (سُورَةً) أوْ تَأَمَّلوا وَتَدبَّرُوا (سُورَةً) أَنزلناهَا ، كما قَالَ تَعَالى : (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا) (٢) أَي : احفظوا ناقةَ اللهِ ويُؤنِس بإضمارِ ذلك ظهورُهُ في قولِهِ تَعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا) (٣) فَإذَا كانَ تقديرُهُ هَذَا فَقَولُهُ : (أنْزَلْنَاهَا وَفَرضْنَاهَا) إلى آخر ذَلِك منصوبٌ الموضع لِكَوْنِهِ صفةً لـِ (سُورَةً) وإذَا جعلت أنزلناها تفسيراً للفعل الناصب المضمر فلا موضع لَهُ مِنْ الإعْرابِ (٤) أَصْلاً ، كَمَا أَنَّهُ لاَ مَوضِعَ مِنَ الإعرابِ لِقَوْلِهِ : أَنْزَلْنَا (سُورَةً) لأَ نَّهُ لَمْ يقع مَوْقِعَ المفردِ وَهَذا واضحٌ (٥).
وَقَرَأَ عِيسى الثَّقَفِي : (الزَّانِيَةَ وَالزَّانِيَ) (٦) بالنَّصْبِ.
قال أَبو الفتح : وَهَذا منصوبُ بفعل مُضمر أَيضاً أَي : اجلدوا الزَّانِيةَ
__________________
(١) للربيع بن ضَبُع الفُزاري وهو أحد المعمرين يقال إنَّه نَيَّفَ على مِئَتَي عام. الكتاب : ١ / ٤٦ والخزانة ـ بولاق : ٣ / ٣٠٨.
(٢) سورة الشمس : ٩١ / ١٣.
(٣) سورة محمد (صلى الله عليه وآله) : ٤٧ / ٢٤.
(٤) نقل ذَلِك العُكْبَري في إملاءِ ما منَّ بهِ الرحمن : ٢ / ١٥٣.
(٥) المحتسب : ٢ / ٩٩ ـ ١٠٠.
(٦) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٢ : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة).