فَكَأ نَّهُ قَالَ : أَوْ هاتِ مِثْلَ أُسْرَة ، وعليه قول الآخر :
بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أتانَا |
|
مُعَلّقَ وَفْضَة وَزِنَادَ رَاعِ (١) |
فَكَأَ نَّهُ قَالَ : وحاملاً زِنَادَ رَاع ومعلقاً زِنَادَ راع وهو كثير (٢).
وَقَرأتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ وَعيسى الثقفي وعيسى الهمداني ورويت هذه القراءة عن عمر بن عبد العزيز : (سُورَةً) (٣) بالنصب (٤).
قال أَبو الفتح : هي منصوبةٌ بفعلِ مضمر وَلَك في ذلك طريقان :
أَحدُهُما : أَنْ يَكُونَ ذِلِك المضمر من لفظِ هذا المُظهَر ، وَيَكُونَ المُظْهَرُ تفسيراً لَهُ ، وتقديرُهُ أَنْزَلْنَا سُوَرةً فَلَمَّا أَضْمَرَهُ فَسَّرَهُ بقولِهِ : (أَنْزَلْنَاهُ).
كما قالَ :
__________________
اُنظر : ديوانه : ٣١٢ والكتاب : ١ / ٤٨ و ٨٦ والمقتضب : ٤ / ١٥٣ وشرح المفصل : ٦ / ٦٩.
(١) يروى (فبينا) فلا خَرَمَ فيه ويروى (نطلبه) مكان (نرقبه) و (زناد) بالكسر بدل الفتح.
والبيت ينسب لنصيب كما ينسب لرجل من قيس غيلان. اُنظر : الكتاب : ١ / ٨٧ وشرح المفصل : ٤ / ٨٧ و ٦ / ١١ والهمع : ١ / ٢١١.
(٢) المحتسب : ٢ / ٧٨.
(٣) من قوله تعالى من أَوَلِ سورةِ النور : ٢٤ / ١ : (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَات بَيِّنَات لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
(٤) يقول الفرّاء : «ولو نصبت السورة على قولك : أنزلناها (سُوَرةً) وفرضناها كما تقول : مجرّداً ضربته كان وجهاً. وما رأيتُ أَحداً قرأَ بِهَا» فهو يذهب إلى نصب سورة على الحال وينفي عن نفسه رؤية قارئ قرأ بها.
وقد رأينا انه قرئ بها في الشواذِ كِما روى هذهِ القراءة ابن خالويه أيضاً.
فلم يعد نفي الفرّاء حجّة لاَِنَّ مَنْ سَمِعَ حجّةٌ على مَنْ لَمْ يسمَعْ. انظر : معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٢٤٤ ومختصر في شواذ القرآن : ١٠٠.