رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ) فقلْ لَهُمْ : (أَلاَ تَتَّقُونَ) (١)؟ وَقَدْ كَثُرَ حَذْفُ القولِ عَنْهُم ، مِنْ ذَلِك قولُ اللهِ تَعالى : (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيهِم مِنْ كُلِّ بَاب * سَلاَمٌ عَلَيكُم) (٢) ، أَي : يَقُولُونَ (٣) ، سلامٌ عَلَيْكُم (٤).
قَرَأَ ابنُ مسعود (٥) : (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا قَالَ هودٌ بَلْ هُوَ ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِـهِ) (٦).
قالَ أَبو الفتح : قد كَثر عنهم حذفُ القولِ ، لدلالةِ ما يله عليهِ ، كَقَولِ اللهِ تعالى : (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيهِم مِنْ كُلِّ بَاب * سَلاَمٌ عَلَيكُم) أَي يقولون (٧) : سَلاَمٌ عَلَيْكُم ، وَكَذَلِك هذهِ القراءَة مُفَسِّرةٌ لقراءة الجماعة : (بَلْ هُوَ مَا
__________________
(١) قال الفرّاء : فقوله : (أَلاَ يَتَّـقُونَ) لو كانَ مكانَهَا (ألا تَتَّقُونَ) كَانَ صَواباً لأَنَّ موسى أُمِرَ أَنْ يقولَ لَهُمْ : أَلا تَتَّقونَ؟ فكانت التاء تجوز لِخطَابِ موسى إيَّاهم ... وهو بمنزلة قوله : (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ) و (سيغلبون).
انظر : معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٢٧٨.
(٢) سورة الرعد : ١٣ / ٢٣ ـ ٢٤.
(٣) تنظر : ص : ٢٥٢.
(٤) المحتسب : ٢ / ١٢٧.
(٥) في مختصر شواذّ القرآن : ١٣٩ «(قُلْ بَلْ ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ هِيَ رِيحٌ) ابن مسعود» وقال الفرّاء : قال الله : قل لهم بلْ هو ما استعجلتم به من العذاب. وفي قراءة ابن مسعود : قل بل ما استعجلتم بِهِ هي ريح فيها عذاب أليم. وقال العكبري : أَي ليس كما ظننتهم بل هو ما استعجلتم به. وقال أبو حيّان : قال لهم : هو ذلك أَي : بل هو العذابُ الذي استعجلتم به.
انظر : معاني القرآن للفرّاء : ٣ / ٥٥ وإملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ٢٣٥ والبحر المحيط : ٨ / ٦٤.
(٦) من قوله تعالى من سورة الأحقاف : ٤٦ / ٢٤ : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) ، من غير : (قال هود).
(٧) تنظر : ص : ٢٥٢.