الأَلف واللاّمُ ، وَهْوَ (المُقيمِي الصَّلاةَ) (١) فَكَمَا جَازَ النَّصْبُ فِي (المُقِيمي الصَّلاَةَ) كَذَلِك شَبَّهْ بِه (غَيرُ مُعْجزِي اللهَ) ونحو (المُقيمي الصلاةَ) بيتُ الكتابِ :
الحَافِظُو عَوْرَةَ العَشِيرةِ لاَ |
|
يَأْتِيهِمُ مِنْ وَرَائِهِمْ نَطَفُ (٢) |
بِنَصْبِ (العَوْرَة) على ما ذكرتُ لَك ، وَقَالَ آخرُ :
قَتَلْنَا نَاجِياً بقتيلِ عَمْرو |
|
وَخَيْرُ الطَّالِبي التِّرةَ الغَشُومُ (٣) |
ومثل قراءة من قرأَ (غيرُ مُعجزِي اللهَ) بالنَّصبِ قولُ سويد :
ومساميحُ بِمَا ضُنَّ بِهِ |
|
حابِسُو الأَنْفُسَ عَنْ سُوءِ الطَّمَعْ (٤) |
وَقَدْ قَرَأَ بعضُ الأعرابِ : (إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابَ الاَْلِيمِ) (٥) بالنصب (٦).
وَأَخبرنَا أَبو عليّ عن أَبي بكر عن أَبي العَبَّاسِ قالَ : سَمِعتُ عُمارَةَ يقرأ : (وَلاَ اللَّيْلُ سابقُ النهارَ) (٧) ، فَقُلْتُ لَهُ : ما أَردْتَ؟ فقالَ : أردتُ سابقٌ النهارَ.
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الحج : ٢٢ / ٣٥ : (الَّذِينَ إِذَا ذُ كِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمـُقِيمِي الصَّلاَةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
(٢) لقيس بن الخطيم أو عمرو بن امرئ القيس ويروى (من ورائنا) مكان (من ورائهم) و (وَكفَ) مكان (نطفُ). انظر : الكتاب : ١ / ٩٥ والمقتضب : ٤ / ١٤٥ والمنصف : ١ / ٥٧ والبيان : ٢ / ١٧٥ والخزانة : ٢ / ١٨٨ و ٣٥٧ و ٣٨٣ و ٣ / ٤٠٠ و ٤٧٣ والدُّرر اللوامع : ١ / ٢٣.
(٣) انظر : لسان العرب : ـ غشم ـ ١٥ / ٣٣٤.
(٤) هو لسعيد بن أَبي كاهِل ويروى (حاسرو) مكان (حابسو). انظر : المفضليات : ١٩٤ والمحتسب : ٢ / ٨٠ ومعجم شواهد العربية : ١ / ٢٠٨.
(٥) من قوله تعالى من سورة الصافّات : ٣٧ / ٣٨ : (إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابِ الاَْلِيمِ).
(٦) هي قراءة أبي السَّمَّال. انظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٢٧.
(٧) من قوله تعالى من سورة يس : ٣٦ / ٤٠ : (لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ