أن يفعله وأشكلَ على العامةِ حتى جهلوا ما لم يسعهم جهله وأوهم كُلَّ من قلَ نظرُهُ أَنَّ هذهِ هي المذكورةُ في الخبر النبوي (١) لا غير وأَكّد وَهْمَ السابقِ اللاحقُ وَلَيْتَهُ إذْ اقتصرَ نَقَّصَ عَنَ السبعةِ أو زادَ ليزيلَ هذهِ الشبهةَ» (٢).
وإِنَّ الناس إنما ثَمَّنوا القراءاتِ وعشرُوهَا أَو زادُوا على عَدَدِ السبعةِ الذين اقتصَرَ عليهم ابنُ مجاهد لإزالة هذهِ الشبهة (٣).
واتُّهِم ابنُ مجاهد بأ نّهُ ادّعى ما ليس عندَهُ ، فأخطأ بسبب ذلك الناس ، لاِ نّهُ قال في ديباجةِ كتابهِ : «ومخبر عن القراءةِ التي عليها الناس بالحجازِ والعراقِ والشامِ» (٤) ، وليس كذلك ، بل ترك كثيراً مِمَّا عليه الناسُ في هذهِ الأمصار في زمانهِ (٥) ولم يَشأ بعضُ العلماءِ أنْ يسكتَ عنْ صنيع اِبن مجاهد فأ لّفَ مِثلَهُ في قراءاتِ بعضِ الأئمّةِ وَلَكنّهُ لم يتقيّد بالعددِ الذي تقيّدَ به بل زادَ عليهِ أو نقص منه (٦). فأ لّف بعضُهم في القراءات الست (٧) وبعضهم في القراءات الثمان (٨) وبعضهم في القراءات العشر (٩) وغير
__________________
وأَ لّفَ كتابَ الهدايةِ في القراءات السبع. غاية النهاية : ١ / ١٦٠.
(١) وقد بيّنا فيما سبق كذب هذا الخبر واختلاقه ، وإنّ القرآن الكريم لم ينزل إلاّ على حرف واحد.
(٢) النشر : ١ / ٣٦ ومنجد المقرئين : ٧١ والإتقان : ١ / ٢٧٤.
(٣) النشر : ١ / ٤٣.
(٤) السبعة : ٤٥.
(٥) منجد المقرئين : ٧٢.
(٦) انظر : بحث أستاذنا علي النجدي ناصف (بين القرّاء والنحاة) في مجلة مجمع اللغة العربية الجزء : ١٧ السنة ١٩٦٤ م ص : ٤٢.
(٧) النشر : ١ / ٨٤.
(٨) النشر : ٧٢ و ٩٢.
(٩) مثل كتاب النشر في القراءات العشر.