وابن عامر وزادوا نحو عشرين رجلاً من الأئمّة مِمَّنْ فوق هؤلاء السبعة» (١).
ومثله فعل أبو حيان الأندلسي (٢) (ت / ٧٤٥ هـ) (٣).
ويعتقد مكي بن أبي طالب (ت / ٤٣٧ هـ) أنَّ ابنَ مجاهد إنِّمَا جعلَ عددَ القراء سبعة لسببين :
١ ـ إنَّه جعلَ عددَ القراء على عدد المصاحف العثمانية.
٢ ـ إنَّهُ جعلَ عددَهم على عددِ الحروفِ التي نزلَ بها القرآن وهي ـ بزعمه ـ سبعة (٤).
ولم يسلم عمل ابن مجاهد من النقد فقد كَرِهَ كثيرٌ من العلماء المتقدمين اقتصارهُ على سبعة من القراءِ وخطّؤوه في ذلك وقالوا : ألاَ اقتصرَ على ما دونَ هذا العَدَدِ أو زادَهُ (٥)؟!!
وإِنَّمَا كَرِهُوا ذلِك لأَنَّ بَعضَهم اعتقدَ بصحَّةِ نزولِ القرآن على سبعةِ أحرف وَلأَنَّ بعضَ من لا عِلمَ لَهُ اعتقدُ أَنَّ القراءاتِ الصحيحةَ هي التي عن هؤلاءِ السبعة ، وأَنَّ الأَحرفَ السبعةَ التي أَشار إليها النبيّ (صلى الله عليه وآله) ـ فيما نسبوا إليه ـ هي قراءة هؤلاءِ السبعة (٦) وهذا مجرّد وهم.
قال المهدوي (٧) (ت / ٤٣٠ هـ) : «لقد فعل مُسَبّعُ هؤلاءِ السبعة ما لا ينبغي
__________________
(١) الإبانة : ٦ ـ ٧ والنشر : ٣٦ ـ ٣٧.
(٢) هو محمّد بن يوسف أثير الدين أبو حيَّان النحوي الأَندلسي شيخ العربية والأَدب والقراءات. غاية النهاية : ٢ / ٢٨٥ وأبو حيَّان النحوي : ٢١.
(٣) النشر : ١ / ٤٠ ـ ٤١ والإتقان : ١ / ٢٧٤.
(٤) الإبانة : ٥١ ومنجد المقرئين : ٧٣.
(٥) النشر : ١ / ٣٦.
(٦) النشر : ١ / ٣٥.
(٧) هو أحمد بن عمار المهدوي نسبة إلى المهدية في المغرب أستاذ مشهور ألّفَ تفسيراً