فَفِدَاء لِبَنِي قَيْس عَلَى |
|
مَا أَصَابَ الناسَ مِنْ سُرّ وضُرْ |
مِا أَقلَّتْ قَدَمِي إنَّهُمُ |
|
نَعِمَ الساعونَ فِي الأمرِ المُبِر (١) |
ورَويْنَا عَنْ قطرب : نَعِيم الرجلُ زيدٌ ، بإشباعِ كسرةِ العينِ ، وإنشاءِ ياء بَعْدَهَا كالمطافِيلِ والمسَاجِيدِ ، ولاَ بُدَّ مِنْ أنْ يَكونَ الأَمرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا لأَ نَّهُ ليسَ في أَمثِلَةِ الأفعالِ فَعيل البتة (٢).
قَالَ أَبو الفتح : أَمَّا قَولُهم : نِعْمَ المرأَةُ هندٌ بالتَّذْكِيرِ (٣) فَإنَّمَا جَازَ ـ وإنْ كَانَ التأنيثُ حَقيقيًّا ولا فَصْلَ هُناكَ ـ مِن قِبَلِ أَنَّ المرأَةَ هُنَا لَيْسَتْ مَقَصوداً قَصْدها وإنّما هي جنس لاَِ نَّهَا فاعل نِعمَ والأَجَنَاس عِنْدَنَا إلى الشياع والتنكير (٤).
__________________
(١) يروى : (ناعلها) مكان (إنَّهُمُ) و (الحي الشَّطر) مكان (الأمر المُبِر) والإقلال : الرفع.
الديوان : ٧٢ والكتاب : ٢ / ٤٠٨ والمقتضب : ٢ / ١٤٠ والخصائص : ٢ / ٢٢٨ وأَمالي الشجري : ٢ / ٥٥ و ١٥٧ والهمع : ٢ / ٨٤ والدرر اللوامع : ٢ / ١٠٨ وخزانة الأدب ـ بولاق ـ : ٤ / ١٠١.
(٢) المحتسب : ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.
(٣) قال سيبويه : «إعلم أَنَّ نِعْمَ تؤنِث وتذكر وذلك قولك نِعْمَتِ المرأةُ وإنْ شئتَ قلتَ نِعْمَ المرأَةُ كَما قالوا ذَهَبَ المرأَةُ والحذفُ في نِعْمَتْ أَكثر». وعلل السيرافي ذَلك بقوله : «لِنُقْصَانِ تَمُكَّنِهِما في الأفعَال وبطلان استعمال المستقبل منهما ، فإن قيلَ : لِمَ لمْ يكنْ لهما مستقبل والأفعالُ لا تمتنِع من الاستقبال إذا أُريدَ بها الاستقبال؟ قيل المانع من الاستقبال أَنَّهُما وصفٌ للمدح والذمِّ وهما لا يكونان إلاَّ بما قد وجد وثبتَ في الممدوح والمذموم». وقَالَ المُبَرد : «ومن قال نِعمَ المرأَةُ وما أَشبهه فلأَ نَّهُمَا فعلان قد كثرا وصارا في المدح والذمّ أَصلا الحذف موجود في كلّ ما كثر استعمالهم إيّاه». الكتاب : ١ / ٣٠١ والمقتضب : ٢ / ١٤٦.
(٤) المحتسب : ٢ / ١١١.