قَالَ أَبو الفتح : هَذَا المَذْهَبُ المَألُوفُ في الترخيمِ إلاَّ أَنَّ فِيهِ فِي هذَا الموضع سرًّا جديداً ، وذَلِك أَنَّهُم لِعُظْمِ مَا هُمْ عَلَيهِ ضَعُفَتْ قواهم وذَ لَّتْ أَنفُسُهم ، وصَغُر كَلاَمُهْمُ ، فَكَانَ هَذَا مِنْ مَواضِعِ الاختصار ضرورةً عَلَيهِ ، ووقُوفاً دُونَ تَجَاوزِهِ إِلى مَا يُسْتَعْمِلُهُ المَالِك لِقَولِهِ ، القَادِرُ عَلَى التَّصَرُّفِ فِي مَنْطِقِهِ (١).
__________________
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. السبعة : ٧٤ ، وغاية النهاية : ١ / ١٧٩ ، و ٢٣٦ ، وأصول التلاوة : ٢٤.
وهذا علي بن حمزة الكسائي الذي صارت إليه رئاسةُ الإِقراء في الكوفة بعد حمزة ، وهو زعيم مدرستها النحويَّة ، واللغوية ، هو ومن ذكرتُهم قبله من القراء السبعة ، أخذَ القراءة عن حمزة الزيات ، وحمزة أخذها عن الإمام جعفر الصادق ، عن أبيه الإمام الباقر ، عن أبيه الإمام زين العابدين ، عن أبيه الإمام الحسين ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام. السبعة : ٧٥ ، و ٧٨ ، وغاية النهاية : ١ / ٤٧٤ ، وأصول التلاوة : ٢٦.
كلّ هؤلاء قرأوا : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنـَا رَبُّكَ) وقد أخذوها عن الإمام علي عليه السلام.
(١) المحتسب : ٢ / ٢٥٧.