إلَى الحَاضِرِ ، وَلَمْ يَقُولُوا : هُمَا فَيَضُمُّوا الحَاضِرَ إلَى الغائِبِ ، فَهَذَا كُلُّهُ يُرِيكَ استغْنَاءَهُمْ بقُمْ عَنْ لِتَقُمْ وَنَحْوَهُ.
وَكَانَ الّذِي حَسَّنَ التَّاءَ هُنَا أَنَّهُ أَمْرٌ لَهُمْ بِالفَرَحِ فَخُوطِبُوا بالتَّاءِ لاَِ نَّها أَذْهَبُ فِي قُوّةِ الخِطَابِ ، فَاعْرِفْهُ وَلاَ تَقُلْ قِياساً عَلَى ذَلِكَ : فَبِذَلِكَ فَلْتَحْزنُوا ، لاَِنَّ الحُزْنَ لاَ تَقْبَلْهُ النَّفْسُ قَبُولَ الفَرَحِ ، إِلاَّ أَنْ تُريدَ إصْغَارَهُم وإرْغَامَهُم ، فَتُؤكِّد ذَلِكَ بالتَّاءِ عَلَى مَا مَضَى (١).
وَيُرْوَى عَنْ النَّبِي صلّى الله عليه وآله : (وَلْتَعْفُوا وَلْتَصْفحُوا) (٢) بالتاء ، وَرُوِيَ عَنْهُ باليَاءِ.
قَالَ أَبُو الفتحِ : هَذِهِ القِرَاءَةُ بالتَّاءِ كَالأُخْرَى المَأْثُورَةِ عَنْهُ (عَلَيهِ السَّلاَمُ) : (فَبِذَلِك فَلْتَفْرَحُوا) (٣) وَقَدْ ذَكَرْنَا ذلِكَ ، وَأَ نَّهُ هُوَ الأصْلُ إِلاَّ أَنَّهُ أَصْلٌ مَرْفُوضٌ (٤) استغنَاءً عَنهُ بِقَوْلِهِم : اعفُوا واصْفَحُوا وافْرَحُوا ، وَلاَ وَجْهَ لإِعَادَتِهِ (٥).
وَقَرَأَ أَبُو جعفر يزيد : (وَلْتُصنَعْ عَلَى) (٦) بجزمِ اللاّمِ والعينِ.
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٣١٣ ـ ٣١٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٢٢ : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
(٣) من قوله تعالى من سورة يونس : ١٠ / ٥٨ : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
(٤) تنظر : ص : ٥١٩ و ٥٢٠. والمحتسب : ١ / ٣١٣.
(٥) المحتسب : ٢ / ١٠٦.
(٦) من قوله تعالى من سورة طه : ٢٠ / ٣٩ : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْك مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْـنِي).