مُعَلَّلاً.
أَلاَ تَرَاهُ قَدْ يَقولُ لَهُ : اذكْر لِي علَة الأخذِ لاَِرَى فيه رأيي فتوقّفَ عَنِ الأَخْذِ إِلى أَنْ يَعْرِفَ عَلَّةَ الأَمْرِ لَهُ بِذَلِكَ؟ قيل : على كلِّ حال الأمرُ المحتومُ بِهِ على حالاتِهِ أثبتَ في النفسِ من المعلّل بما يجوز أَن يعارض. وَإِذَا رَاجَعْتَ نَظَرَكَ وَأَعْمَلْتَ فِكرَتَكَ وَجْدَتَ الحالَ عَلَى مَا ذَكَرْتُ لَكَ ، فَلِذَلِكَ كَانَ قولُهُ تَعَالَى : (صَلَّوا عَلَيهِ) أَقْوَى مَعْنَى (١).
وَقَرَأَ طلحة بن سليمان : (أَيْنَـمَـا تَكُونُواْ يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ) (٢) برفع الكافين قَالَ ابن مَجَاهِد : وهَذَا مردودٌ فِي العربيةِ.
قَالَ أَبو الفتحِ : هُوَ لعَمري ضَعيفٌ فِي العربية وبَابُهُ الشِّعْرُ والضَّرُورَةُ إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ بمردود لاَِ نَّهُ قَدْ جَاءَ عَنْهُم وَلَوْ قَالَ مَردودٌ في القرآن لَكَانَ أَصْحَ معنى ، وذلك أَنَّهُ عَلَى حذف الفاءِ كَأَ نَّهُ قَالَ : فيدركُكُمُ المَوتُ. وَمِثْلُهُ بيتُ الكتابِ :
مَنْ يفعلِ الحسناتِ اللهُ يَشْكُرُهَا |
|
والشَّرُّ بالشَّرِّ عِنْدَ اللهِ مثلانِ (٣) |
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ١٨٣.
(٢) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ٧٨ : (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوج مُّشَيَّدَة).
(٣) البيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت وينسب لحسان بن ثابت وليس في ديوان حسان. ويروي الأَصمعي أَنَّ صَدْرَ البيتِ :
مَنْ يفعلِ الخيرَ فالرّحمنُ يَشْكُرُهُ |
|
...... |
وأنَّ الروايَةَ الأخرَى صَنَعَهَا النحاةُ. انظر : الكتاب : ٤٣٥ ونوادر أَبي زيد : ٣١ والخصائص : ٢ / ٢٨١ والمنصف : ٣ / ١١٨ وأمالي الشّجَري : ١ / ٨٤ و ٢٩٠ و ٣٧١ وشرح المفصل : ٩ / ٢ ـ ٣ والخزانة : ٣ / ٦٤٤ و ٦٥٥ و ٤ / ٥٤٧ والمغني : ١ / ٥٦ و ١٦٥.
(٤) تقدَّمَ الشاهد في : ص : ١٤٣ على رواية : بَني ثُعَل .. إلخ.