وردت في الخصائص (١) وسرّ صناعة الإعراب (٢) والأدلّة الواردة في كتاب ابن جِنِّي النِّحوي (٣) تشهدُ بكلِّ وضوح على ثبوت التشيّع عندَ ابنِ جِنِّي (٤).
٤ ـ كان ابنُ جِنِّي ينظرُ إلى كتبِ شَيخِهِ وكأ نَّها كتبُهُ ، يقول : «وهذه الأبيات قد شرحها أبو علي رحمه اللهُ! في البغداديات فلا وجه لإعادة ذلك هنا» (٥) ، ويقول : «وقد تُقصِّيَ هذا في عدّة أماكن من كلام أبي علي وكلامي فتركت الإطالة بذكره» (٦).
٥ ـ كان ابن جِنِّي يذكرُ أستاذَهُ بالإجلال والتقدير فيقول عنه مثلاً : «وللهِ هو وعليهِ رحمتُهُ! فما كان أَقوى قياسه وأَشدّ بهذا العلم اللطيف الشريف أُنسه! فكأَ نَّهُ إنَّمَا كانَ مخلوقاً لهُ ، وكيفَ لا يكونُ كذلك وقد قام على هذه الطريقة مع جِلَّةِ أصحابِها سبعينَ سنةً زائحةً عللُهُ ساقطةً عنهُ كِلَفَةُ وجعله هَمَّهُ وَسَدَمَهُ (٧)؟» (٨).
وإذا ذكره قال (رضي الله عنه) (٩). وكان أبو علي قد سَمِعَ كُتُبَ ابنِ جنِّي
__________________
(١) الخصائص : ٣٧ وما بعدها.
(٢) سرّ صناعة الإعراب : ٤١ ـ ٤٢.
(٣) ابن جني النحوي : ٥٥ ـ ٦١.
(٤) أبو علي الفارسي : ٨٧.
(٥) الخصائص : ١ / ٣٣١.
(٦) التمام : ٢١١.
(٧) السدمُ : الهَمُّ : انظر : لسان العرب (سدم) : ١٥ / ١٧٥ وأساس البلاغة : ١ / ٤٣١ ومختار الصحاح : ٢٩٢ ومختارات القاموس : ٢٩٥.
(٨) الخصائص : ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.
(٩) الخصائص : ١ / ٢٧٧.