ومذهبُ الكوفيينَ فيهِ أَنَّهُ يُحَرَّك الثاني .... وما أَرى القولَ من بعدُ إلاَّ معهم» (١).
وقال : «تقدَّمَ القولُ على حديثِ فتحةِ الحرفِ الحلقيِّ إذا كانَ ساكنَ الأَصل تالياً للفتح وذكر الفرق بين قولنا وقول البغداديين (٢) فيه. وإنّني أرى فيه رَأيهم لا رأي أصحابِنَا» (٣). فلا نحسبُهُ يعني بكلمةِ أصحابنا غيرَ البصريينَ (٤) ، بل نقطعُ بذلك إذا كان منهم سيبويه (٥) وقطرب (٦) وأبو علي الفارسي (٧) ، بل يقول بصريح العبارة : «وغرضنا نحن مذهب سيبويه لا غيره» (٨).
٣ ـ الاتفاق الفكري بين التلميذ والأستاذ ، فإذا كانَ أبو علي الفارسي شيعياً حقاً ، وهو الحقُّ ، في غير مواربة ولا مصانعة (٩) ، فإنَّ الأدلّةَ التي
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٨٤.
(٢) زَعَمَ الدكتورُ شوقي ضيف في كتابه المدارس النحوية : ٢٤٦ وجود مذهب نحوي بغدادي ونسب إليه أبا علي الفارسي وابن جني ولكن هذا النص صريح بأن ابن جني ليس من البغداديين ، وإنّ البغداديين ليسوا إلاَّ الكوفيينَ.
وممن فنّد وجود مذهب بغدادي الدكتور مهدي المخزومي في كتابه الدرس النحوي في بغداد : ٢٣٠ ومابعدها والدكتور فاضل السامرائي في كتابه ابن جنِّي النحوي : ٢٤٧ وما بعدها.
(٣) المحتسب : ٢ / ١٦٦.
(٤) اُنظر : المحتسب : ١ / ١٠٨ ، ٢٣٤ ، ٣٤٩ والخصائص : ٣ / ١٦٣ وابن جني النحوي : ٢٥٥.
(٥) المحتسب : ٢ / ٣٤٠.
(٦) المحتسب : ٢ / ٣٤٨.
(٧) المحتسب : ٢ / ٣٤٣.
(٨) التمام : ٢٠١.
(٩) أبو علي الفارسي : ٨٧.