وبالحديث (١) والشعر (٢) والأمثال (٣) من غير إِسهاب ولا استطراد ، ويصرِّحُ أَنَّهُ يَكرهُ ويَتَحَامَى «الإطالة لا سيّما في الدقيق لأ نّه مِمَّا يجفو على أهلِ القرآن» (٤) ويقول عن المحتسب : «إنَّه كتاب سُئِلنَا اختصارَهُ .... فأوجبتِ الحالُ الإجابة إلى ذلك» (٥).
وللتخلُّصِ من الإطالة (٦) يحيلك ابنُ جِنِّي في المحتسب على مؤلفاتِهِ الأخرى (٧).
كان ابنُ جِنِّي يميل إلى الاختصار (٨) في المحتسب ولا يذكر من الشواهد إلاّ ما يستوجب المقام ذكره وكانَ أَبو علي الفارسي في الحُجَّةِ يستطرد ويُكثِرُ منَ الشواهد وكأ نَّها كانت تتزاحم عليه فيُدلِي بها ولا يكتفي منها بالقليل ، ويُلاحَظ على ابنِ جِنِّي أَنَّهُ كانَ يستشهدُ بشعر المولدين (٩) فقد استشهد بشعر أَبي تمام (١٠) وأبي العتاهية (١١)
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٣٥١ و ٢ / ٤٥ و ٢٤٦.
(٢) تطالعك الشواهد الشعرية في أكثر صفحات الكتاب.
(٣) المحتسب : ١ / ١٣٨ و ١٨٤ و ٢ / ٧٠ و ٧٨.
(٤) المحتسب : ١ / ١٩٧.
(٥) المحتسب : ٢ / ٢٣١.
(٦) المحتسب : ١ / ٤٩.
(٧) المحتسب : ١ / ٧٠ و ٩١ وغيرها.
(٨) انظر : المحتسب : ١ / ٢٦٣ و ٢ / ٣٠٣.
(٩) المحتسب : ١ / ٤٣ و ١٤١ و ٢ / ١٩٠ و ٢٩٥.
(١٠) المحتسب : ١ / ٢٢٩ و ٢ / ١٢٨ و ١٤٤ و ٢٣٤.
وأبو تمام هو حبيب بن أوس الطائي شاعرٌ مشهورٌ من شعراء العصر العباسي ، توفي (سنة / ٢٣١ هـ). انظر : الأغاني : ١٥ / ١٠٠ وبروكلمان : ٢ / ٧١.
(١١) المحتسب : ١ / ١٥٣ والاستشهاد هنا في غير اللغة والنحو.