ولعلّه أشار بقوله : هنا ، إلى قيام القرينة في المقام على الندب ، ولعلّها الشهرة العظيمة عليه حتى أنه جعل السيّد متفرّداً بالوجوب ، مشعراً ببلوغها الإجماع.
وهو كذلك ؛ إذ لم نقف على مخالف عداه والحلّي ، وهما نادران ، مع ان الأصل والإطلاقات المعتضدة بالشهرة أقوى من الرواية الآمرة ، سيّما وأن سياق الرواية المتقدمة مشعر بالاستحباب ، لتضمّنه كثيراً من الأوامر والنواهي التي ليست على حقيقتها من الوجوب والتحريم.
ثم الخذف بإعجام الحروف : الرمي بها بالأصابع ، كما عن الصحاح والديوان وغيرهما (١) ، وعن الحلّي : أنه المعروف عند أهل اللسان (٢).
وعن الخلاص : بأطراف الأصابع (٣) ، والظاهر الاتحاد.
وعن الجمل والمفصّل : أنه الرمي من بين إصبعين (٤).
وعن العين والمحيط والمقاييس والغريبين والنهاية الأثيرية وغيرها (٥) : من بين السبّابتين.
وعن المبسوط والسرائر والنهاية والمصباح ومختصره والمقنعة والمراسم والكافي والمهذّب والجامع والتحرير والتذكرة والمنتهي (٦) ،
__________________
(١) الصحاح ٤ : ١٣٤٧ ، ديوان الأدب ٢ : ١٧١ ؛ وانظر أساس البلاغة : ١٠٥.
(٢) السرائر ١ : ٥٩٠.
(٣) نقله عنه في كشف اللثام ١ : ٣٦٠.
(٤) مجمل اللغة ٢ : ١٦٩ ، نقل عن المفصّل في كشف اللثام ١ : ٣٦٠.
(٥) العين ٤ : ٢٤٥ ، القاموس المحيط ٣ : ١٣٥ ، معجم مقاييس اللغة ٢ : ١٦٥ ، نقل عن الغريبين في كشف اللثام ١ : ٣٦٠ ، النهاية ٢ : ١٦.
(٦) المبسوط ١ : ٣٦٩ ، السرائر ١ : ٥٩٠ ، النهاية : ٢٥٤ ، مصباح المتهجد : ٦٤٢ ، المقنعة : ٤١٧ ، المراسم : ١١٣ ، الكافي في الفقه : ٢١٥ ، المهذّب ١ : ٢٥٥ ، الجامع للشرائع : ٢١٠ ، التحرير ١ : ١٠٤ ، التذكرة ١ : ٣٧٧ ، المنتهى ٢ : ٧٣٢.