لم يكن حاضري المسجد الحرام ، ومقابل الحاضر هو المسافر ، وحدّ المسافر أربعة فراسخ (١).
وفيه نظر واضح ، سيّما بعد ما مرّ من النصّ الصحيح الواضح المؤيد بغيره.
وتوزيع الثمانية والأربعين ميلاً الواردة فيه على الأربع جوانب ، فيوافق هذا القول ، كما يظهر من الحلّي وغيره (٢) ، فمع شدة مخالفته الظاهر لا يلائم ما تضمّن منها عسفان ، فإنها من مكة على مرحلتين كما عن القاموس وفي غيره (٣).
فإذاً ما اختاره الماتن هنا أقوى.
وأما ما في الصحيح من التحديد بثمانية عشرة من كلّ جانب (٤) ، فشاذّ على الظاهر ، المصرح به في بعض العبائر (٥). وربما يحمل على التخيير (٦) ، وهو ضعيف.
( ولا يجوز لهؤلاء العدول عن التمتع إلى الإفراد والقران إلاّ مع الضرورة ) أمّا الأول فلما مرّ من أن فرضهم التمتع فلا يجزيهم غيره ؛ لإخلالهم بما فرض عليهم.
وأما الثاني فلما يأتي فيمن دخل مكة بمتعة وخشي ضيق الوقت ،
__________________
(١) كشف اللثام ١ : ٢٧٦.
(٢) الحلي في السرائر ١ : ٥١٩ ؛ وانظر المبسوط ١ : ٣٠٦.
(٣) القاموس ٣ : ١٨١ ؛ مجمع البحرين ٥ : ١٠٠.
(٤) الكافي ٤ : ٣٠٠ / ٣ ، الوسائل ١١ : ٢٦١ أبواب أقسام الحج ب ٦ ح ١٠.
(٥) مفاتيح الشرائع ١ : ٣٠٥.
(٦) المدارك ٧ : ١٦٢ ، الذخيرة : ٥٥١.