الميقات فيحرم منه ، كما في المنتهى (١) ، ولم ينقل خلافاً من أحد في شيء من الخمسة ، بل قال بعد عدّها : وهو قول علماء الإسلام ، ولكن اختلفوا في وجه ثبوته ، أمّا الأربعة الأُول وأشار بها إلى ما عدا العقيق فقد اتفقوا [ أهل العلم ] على أنها منصوصة عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنها مأخوذة بالتوقيف عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
أقول : والنصوص من طرقنا بالجميع زيادةً على ما مرّ مستفيضة ، سيأتي إلى جملة منها الإشارة.
فـ ( لأهل العراق العقيق ) وهو في اللغة كلّ وادٍ عقّه السيل ، أي شقّه ، فأنهره ووسّعه ، وسمّي به أربعة أودية في بلاد العرب ، أحدها الميقات ، وهو واد يندفق سيله في غوريّ تِهامة ، كما عن تهذيب اللغة (٣).
( و ) المشهور أن ( أفضله المسلح ) (٤) وليس في ضبطه شيء يعتمد عليه ، وفي التنقيح وعن فخر الإسلام (٥) أنه بالسين والحاء المهملتين ، واحد المسالح ، وهي المواضع العالية. وقيل : بالخاء المعجمة ، لنزع الثياب (٦).
( و ) أنه يليه في الفضل ( أوسطه غَمرة ) بالغين المعجمة والراء المهملة والميم الساكنة ، منهلة من مناهل طريق مكة ، وهي فصل ما بين
__________________
(١) المنتهى ٢ : ٦٦٧ ، ونقله عن مجاهد وأحمد في المغني والشرح الكبير ٣ : ٢١٧ ، ٢١٩.
(٢) المنتهى ٢ : ٦٦٥.
(٣) تهذيب اللغة ١ : ٥٩.
(٤) في « ك » : المسلخ.
(٥) التنقيح الرائع ١ : ٤٤٦ ، ونقله عن فخر الإسلام في كشف اللثام ١ : ٣٠٤.
(٦) كما حكاه في المسالك ١ : ١٠٣.