كثروا بجمع وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ قال : « يرتفعون إلى المأزمين » قلت : فإذا كانوا بالموقف وكثروا وضاق عليهم كيف يصنعون؟ فقال : « يرتفعون إلى الجبل » الخبر (١).
ولعلّ السياق مضافاً إلى فهم الأصحاب قرينة على كون « إلى » هنا بمعنى « على » فيكون استثناءً للمأزمين والجبل ، وإرشاداً إلى دخولهما فيما يوقف عليه ولكن ضرورة.
( ويكره لا معه ) كما هنا وفي ظاهر المختلف وصريح الدروس وغيره (٢) ، بل عزي إلى المشهور (٣) ، مع أن ظاهر الأكثر عدم الجواز كما في صريح الغنية وعن القاضي (٤) ، ولعلّه للصحيحة المتقدمة ، حيث جعل فيها الجبل من حدود المشعر الخارجة عن المحدود ، خرج حال الضرورة وبقي حال الاختيار ، فتأمل.
ولا ريب أن عدم الجواز إلاّ مع الضرورة أحوط ، سيّما وفي الغنية الإجماع عليه.
( ووقت الوقوف ) بالمشعر للمختار واحد ، وهو على المشهور ( ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ) من يوم النحر.
( وللمضطر ) اثنان ، أحدهما على الأشهر من طلوع الشمس ( إلى الزوال ) والثاني من أول ليلة النحر إلى الفجر ، وقد يعبّر عنهما بواحد فيقال : من أول ليلة النحر إلى الزوال كما عن المنتهى (٥).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤٧١ / ٧ ، التهذيب ٥ : ١٨٠ / ٦٠٤ ، الوسائل ١٤ : ١٩ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٩ ح ١ ، ٢.
(٢) المختلف : ٢٩٨ ، الدروس ١ : ٤٢٣ ؛ وانظر المدارك ٧ : ٤٢٢.
(٣) انظر المسالك ١ : ١١٣.
(٤) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٨٠ ، القاضي في المهذب ١ : ٢٥٤.
(٥) المنتهى ٢ : ٧٢٨.