( المقدمة الاُولى )
في بيان حقيقته وحكمه
اعلم أنّ ( الحجّ ) بالفتح في لغة ، وبالكسر في أُخرى. وقيل : بالأول مصدر ، وبالثاني اسم (١). يأتي في اللغة لمعان كما في القاموس (٢) ، أشهرها : القصد ، أو المكرّر منه خاصّة ، حتى أن جماعة لم يذكروا غيرهما (٣).
وفي الشرع ( اسم لمجموع المناسك المؤداة في المشاعر المخصوصة ) عند الماتن وجماعة ؛ للتبادر ، وكذلك عند المتشرعة.
وعند الشيخ وجملة ممن تبعه (٤) : القصد إلى مكّة شرّفها الله تعالى لأدائها عندها ، متعلقة بزمان مخصوص. وربما قيل : مطلقاً (٥).
وقد أُورد على كلٍّ من الفريقين إيرادات لا فائدة مهمة للتعرض لها ، بل ينبغي صرف الهمّة بعون الله سبحانه إلى ما هو أهمّ منها وأولى.
فنقول ( وهو فرض على المستطيع ) للسبيل إليه ( من الرجال والخناثي ) مطلقاً ( والنساء ) ؛ بالكتاب (٦) ، والسنّة (٧) ، والإجماع.
__________________
(١) قال به الفيومي في المصباح المنير : ١٢١.
(٢) القاموس المحيط ١ : ١٨٨.
(٣) لسان العرب ٢ : ٢٢٦ ، النهاية لابن الأثير ١ : ٣٤٠.
(٤) الشيخ في المبسوط ١ : ١٩٦ ، وتبعه الحلبي في الكافي : ١٩٠ ، وابن حمزة في الوسيلة : ١٥٥.
(٥) انظر الدروس ١ : ٣٠٦ ، والمسالك ١ : ٨٦.
(٦) آل عمران : ٩٧.
(٧) الوسائل ١١ : ١٦ أبواب وجوب الحج ب ٢.