درع طلحة والقاضي شريح :
مرّ الخبر : أنّ درع طلحة فقدت بعد قتله ، وتبيّن بعد أن رجلا من قومه من تيم يدعى عبد الله بن قفل كان قد أخذها بلا إذن من الإمام عليهالسلام ، وكان هذا في الكوفة ، ومرّ في مسجد الكوفة على الإمام ومعه الدرع ، فعرفها وقال له : هذه درع طلحة اخذت غلولا (خيانة) يوم البصرة! فتقاضاه الرجل إلى القاضي شريح ليقضي في ذلك! وقبل الإمام بذلك ، فطلب شريح من الإمام شهودا ، فشهد بذلك الحسن عليهالسلام ، فقال شريح : حتى يكون معه آخر ، وكان قنبر شهدها فشهد بها ، فقال شريح : لا أقضي بشهادة المملوك!
فقال الإمام عليهالسلام : إنّ هذا قضى بالجور ثلاث مرّات!
فتحوّل شريح عن مجلسه للقضاء وقال : لا أقضي بين اثنين حتّى تخبرني كيف قضيت بالجور ثلاث مرّات؟!
فقال الإمام عليهالسلام : قد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «حيثما وجد غلول اخذ بغير بيّنة» وقلت : إنّما درع طلحة اخذت غلولا ، فقلت : هات بيّنة! فقلت : رجل لم يسمع الحديث.
ثمّ أتيتك بالحسن فشهد ، فقلت : هذا شاهد واحد ولا أقضي بشاهد حتى يكون معه آخر ، وقد قضى رسول الله صلىاللهعليهوآله بشاهد ويمين فهاتان اثنتان.
ثمّ اتيتك بقنبر فقلت : هذا مملوك! وما بشهادة المملوك بأس إذا كان عدلا ، فهذه الثالثة. يا شريح ؛ إنّ إمام المسلمين يؤتمن من امور المسلمين على ما هو أعظم من هذا! خذوا الدرع (١).
__________________
(١) الكافي ٧ : ٣٨٥ ، والفقيه ٣ : ١٠٩ ، والتهذيب ٢ : ٨٧ عن الباقر عليهالسلام وقال : كان عمر أوّل من ردّ شهادة المملوك. فلعلّه هنا قال له : والله لأنفينّك إلى بانقيا شهرين تقضى بين اليهود ، كما في شرح النهج للمعتزلي الشافعي ٤ : ٩٨ فولّى القضاء بدله محمد بن زيد بن خليدة الشيباني ، ثمّ أعاد شريحا ، كما في تاريخ خليفة : ١٢١.